بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من هو السعيد في الدنيا والآخرة؟.. عالم ازهري يوضح

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن السعادة مطلب يسعى إليه كل إنسان، لكنها ليست مجرد شعور لحظي، بل هي راحة القلب وطمأنينة النفس ورضا الروح. 

 

وتابع لاشين أن السعيد في الدنيا والآخرة هو من جمع بين الإيمان الصحيح، والعمل الصالح، والرضا بقضاء الله، فمن كانت سعادته مرتبطة بطاعة الله وابتغاء مرضاته، نال الخير في الدارين، قال الله تعالى:﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (النحل: 97).

صفات السعيد في الدنيا

وضح لاشين صفات الشخص السعيد في الدنيا في النقاط التالية:

1. الإيمان بالله ورسله وكتبه

الإيمان هو مفتاح السعادة، فمن كان قلبه موقنًا بالله، مطمئنًا بوعده، فلا خوف عليه. فالإيمان يمنح الإنسان الطمأنينة حتى في أصعب الأوقات، ويبعد عنه الخوف من المستقبل أو الحزن على الماضي.

قال تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ (الأنعام: 82).

2. التقوى والخشية من الله

التقوى هي مفتاح الفلاح في الدنيا والآخرة، وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الطاعات وترك المحرمات.

قال تعالى:﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (الطلاق: 2-3).

وقال النبي ﷺ:
"اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن." (رواه الترمذي).

3. العمل الصالح والإحسان

السعيد هو من يسعى لخدمة الآخرين، ويكون نافعًا لمن حوله، ويكثر من الصدقات، والصلاة، والصيام، وبر الوالدين، وصلة الرحم.

قال النبي ﷺ:
"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" (صححه الألباني).

4. القناعة والرضا بقضاء الله

القناعة كنز لا يفنى، والرضا بما قسمه الله هو مفتاح الطمأنينة.

قال النبي ﷺ:
"ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ" (صحيح الترمذي).

وقال تعالى:﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (البقرة: 216).

5. التوكل على الله وحسن الظن به

الثقة بأن الله يُدبر الأمور بحكمة تملأ القلب راحة، فالسعيد هو من يعلم أن الله لن يخذله أبدًا.

قال تعالى:﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: 3).

وقال النبي ﷺ:"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا" (رواه الترمذي).

6. الاستقامة على الدين حتى الممات

السعادة الحقيقية هي الثبات على طاعة الله حتى النهاية، فالله يبشر المؤمنين الذين يستقيمون ولا ينحرفون.

قال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ (فصلت: 30).

7. التوبة الدائمة والاستغفار

العبد السعيد هو الذي يعود إلى الله كلما أخطأ، فلا يتمادى في الذنوب، بل يستغفر ويتوب.

قال النبي ﷺ:"وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً" (صحيح البخاري).

صفات السعيد في الآخرة

واما عن صفات السعيد في الآخرة أكد لاشين أنه هو من نال رضا الله والفوز بالجنة ونجا من النار، فالدنيا دار امتحان، والآخرة دار الجزاء، فمن عاش في طاعة الله وابتغى رضاه، فاز فوزًا عظيمًا.

قال تعالى:
﴿فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ (آل عمران: 185).

وقال النبي ﷺ:
"يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويقال لأهل النار: يا أهل النار، خلود فلا موت، فيزداد أهل الجنة فرحًا، ويزداد أهل النار حزنًا." (متفق عليه).

كيف تكون سعيدًا في الدنيا والآخرة؟

لكي تحقق السعادة الحقيقية، عليك بـ:

  1. تقوية علاقتك بالله من خلال الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن.
  2. الإحسان للناس لأن السعادة تكمن في العطاء.
  3. الرضا بما كتبه الله لك وعدم مقارنة نفسك بالآخرين.
  4. البعد عن الذنوب والمعاصي فهي تجلب الهم والحزن.
  5. التوبة والاستغفار باستمرار، لأن الإنسان ليس معصومًا من الخطأ.
  6. التوكل على الله وعدم القلق بشأن المستقبل، فالله يدبر الأمور بحكمة.

 

في الختام، أكد لاشين أن السعادة الحقيقية ليست في المال أو الجاه، بل في القلب المطمئن، والنفس الراضية، والعمل الصالح. فمن كان قريبًا من الله، عاملاً بطاعته، محسنًا لعباده، كان سعيدًا في الدنيا، وفائزًا في الآخرة.