بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

سبع حجات يوميًا في رمضان.. كيف تحقق أجر الحج من دون السفر؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو لمن استطاع إليه سبيلًا، لكلفته المادية والجسدية، وهو من أعظم العبادات التي يتمنى كل مسلم أداءها لما فيها من مغفرة للذنوب وتجديد للعهد مع الله، فقد قال النبي ﷺ: "مَنْ حَجَّ -لله- فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" (رواه البخاري ومسلم)، لذا من رحمة الله سبحانه وتعالى أن النبي قد بشَّر ﷺ بأعمال أخرى تعادل ثواب الحج، ما يتيح للمسلم فرصة الحصول على أجر حجات متعددة دون الحاجة إلى السفر.

أعمال تعادل أجر الحج:

 قال الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقة المقارن كلية الشريعة والقانون بالأزهر، إنه وفقًا للسنة النبوية، هناك عدة أعمال يمكن أداؤها يوميًا في رمضان، تمنح صاحبها أجر الحج، بل قد يصل عدد الحجات التي يحصدها يوميًا إلى سبع حجات، منها:

1. الخروج إلى المسجد لأداء الصلاة المكتوبة:

 أكد النبي ﷺ أن من يتوضأ في بيته ثم يخرج للصلاة في المسجد ينال أجر الحاج المحرم. فقد روى أبو أمامة أن رسول الله ﷺ قال:
"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ" (رواه أبو داود وصححه الألباني).
 وبذلك فإن المواظبة على أداء الصلوات الخمس في المسجد تمنح المسلم أجر خمس حجات يوميًا، أي حوالي ١٨٠٠ حجة سنويًا.

2. الجلوس في المسجد بعد الفجر حتى الشروق:

 من صلى الفجر في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كتب له أجر حجة وعمرة تامة، فقد قال النبي ﷺ: "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة، تامة، تامة" (رواه الترمذي وصححه الألباني).
هذا يعني أن جلسة واحدة بعد صلاة الفجر تمنح المسلم أجر حجة كاملة يوميًا.

3. حضور درس علم في المسجد:

 جعل النبي ﷺ حضور دروس العلم في المسجد عملاً يُعادل الحج، فقد قال ﷺ:"من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا أو يعلمه، كان له كأجر حاج تامًّا حجته" (رواه الطبراني وصححه الألباني)، وبالتالي فإن المواظبة على حضور دروس العلم في المساجد تمنح المسلم أجر حج كامل مع كل درس.

4. العمرة في رمضان تعدل حجًا مع النبي ﷺ:

من أعظم الأحاديث التي تبين فضل رمضان، قول النبي ﷺ:
"عمرة في رمضان تعدل حجة معي" (رواه البخاري ومسلم).
 وهذا يعني أن من يوفق لأداء العمرة في رمضان ينال أجر حج مع النبي ﷺ نفسه، وهو فضل عظيم لا ينبغي تفويته.

مضاعفة الأجر في رمضان:

 نظرًا لأن الحسنات تتضاعف في رمضان، فإن جلسة الضحى وحدها قد تمنح المسلم أجر ٣٠ حجة وعمرة خلال الشهر، مما يعكس عظيم فضل هذه العبادة.

هل تحرم هذه الأعمال من الحج الفعلي؟:

 على الرغم من عظمة هذه الأعمال وثوابها الكبير، فإنها لا تُسقط عن المسلم فريضة الحج الواجبة عند الاستطاعة، لكنها تمنحه فرصة مضاعفة الثواب وتحصيل أجر الحجاج يوميًا.

 إن تحصيل أجر الحج والعمرة يوميًا ليس أمرًا مستحيلًا، بل هو سهل لمن وفقه الله وأدرك عظمة هذه الأعمال، فالمسلم الذي يحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وذكر الله بعد الفجر، وحضور دروس العلم، يمكنه يوميًا أن ينال أجر سبع حجات أو أكثر، وهو ما يجعل رمضان فرصة ذهبية لا تعوض لمضاعفة الحسنات وتحقيق القرب من الله.