بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

وسوسة الصدور: هل تدل على ضعف الإيمان؟ وكيفية العلاج؟

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين السابق بالأزهر الشريف، أن الوساوس التي تتعلق بوجود الله من أكثر الأمور التي تثير القلق والاضطراب في نفوس المؤمنين، مما يدفع البعض للتساؤل: هل هذه الوساوس دليل على ضعف الإيمان؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

هل الوسوسة دليل على ضعف الإيمان؟

تابع مرزوق أننا نجد في  السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أن وجود الوساوس ليس دليلاً على ضعف الإيمان، بل قد يكون علامة على قوة الإيمان. 

فقد جاء في الحديث الصحيح أن بعض الصحابة اشتكوا للنبي صلى الله عليه وسلم من وساوس يجدونها في أنفسهم، فقال لهم: "وقد وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان" (رواه مسلم).

وقد فسر العلماء هذا الحديث بتفسيرات عدة، منها:

1. أن تعاظم هذه الوساوس في نفوس المؤمنين وعدم قدرتهم على البوح بها خوفًا من الله دليل على إيمانهم القوي.


2. أن الشيطان لا يوسوس إلا لمن يئس من إغوائه، فيحاول أن يشوش عليه إيمانه ويزعجه بهذه الوساوس.

 

كيفية علاج وساوس الإيمان؟

أكد مرزوق أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى طريق واضح لعلاج هذه الوساوس، وهو باتباع خطوتين أساسيتين:

1. الاستعاذة بالله: لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" (رواه مسلم). أي أن المؤمن يجب أن يلجأ إلى الله بالدعاء والاستعاذة عند شعوره بهذه الوساوس.


2. الانتهاء عن التفكر في ذات الله: فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك صراحة بقوله: "تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله" (رواه الطبراني وأبو الشيخ وحسنه الألباني).

 

نصائح إضافية للتعامل مع الوساوس

1- عدم الانزعاج منها، فهي دليل على الإيمان وليست نقيضًا له.

2- الانشغال بالأعمال الصالحة التي تبعد الذهن عن مثل هذه الأفكار.

3- التقرب إلى الله بالذكر والصلاة، مما يساعد على طمأنينة القلب.

4- طلب العلم الشرعي لفهم العقيدة الصحيحة والرد على الشبهات.

 

في الختام، لا ينبغي للمسلم أن يقلق أو يشك في إيمانه بسبب الوساوس، بل عليه أن يدرك أنها ابتلاء من الله، وأن مواجهتها بالصبر والاستعاذة والتوقف عن التفكير فيها هو الحل الأمثل.