لمن يتركون الصلاة.. هل الصوم وحده يكفي لنيل ثواب الشهر الكريم؟
مع حلول شهر رمضان المبارك، يحرص كثير من المسلمين على الصيام والالتزام بالطاعات، لكن هناك من يظن أن الصيام وحده كافٍ لنيل الثواب، حتى وإن ترك الصلاة، فهل يمكن أن يُجزئ الصيام عن أداء الصلاة؟ وهل يُقبل الصوم ممن لا يصلي؟
الصلاة عماد الدين والصيام ركن من أركانه
أكد علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية أن الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام، وهي الفريضة التي لا تسقط عن المسلم بأي حال، وهي الصلة بين العبد وربه. وقد شدد العلماء على أن من يحرص على الصيام دون أداء الصلاة يُقصِّر في حق الله، لأن الصلاة هي الفريضة الأولى بعد الشهادتين، وهي الأساس الذي يُبنى عليه الدين.
هل يُقبل الصيام بدون صلاة؟
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الصيام مقبولٌ عند الله إذا كان صاحبه مخلصًا، لكن من يترك الصلاة يرتكب إثمًا عظيمًا، لأنه يفرِّط في أحد أركان الإسلام، موضحًا أن الصلاة لا تسقط عن المسلم، أما الصيام فقد يكون له رخصة عند العجز.
وأضاف أن الصيام بدون صلاة أشبه بشخص يبني بيتًا دون أساس، مشددًا على أن من أراد أن ينال الأجر كاملاً في رمضان فعليه أن يحرص على أداء الفرائض كلها، وليس الصيام فقط.
رأي الشرع في ترك الصلاة
من جانبه، أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الصلاة عمود الدين، وتركها من كبائر الذنوب، حتى أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن تاركها كافرٌ، لكن الراجح أنه فاسق وعليه أن يتوب.
وأشار إلى أن الصيام والصلاة عبادتان مكملتان لبعضهما البعض، فمن أراد أن ينال ثواب رمضان كاملاً، عليه أن يؤديهما معًا، مؤكدًا أن الله يحب العبد الذي يُقبل عليه في كل العبادات، وليس في بعضها دون الآخر.
دعوة للتوبة والمواظبة على الصلاة
دعا العلماء من يحرص على الصيام دون الصلاة إلى التوبة والرجوع إلى الله، مشيرين إلى أن رمضان فرصة عظيمة للبدء من جديد، والتخلص من العادات السيئة، والتقرب إلى الله بكل الطاعات، وليس الصيام فقط.
وختم العلماء حديثهم بالتأكيد على أن من ترك الصلاة فاته خير كثير، وأن من أراد أن يحظى بالرحمة والمغفرة والعتق من النار في رمضان، فعليه أن يحرص على أداء الصلاة مع الصيام، حتى ينال الأجر كاملاً.
