وزير أمريكي: تصريحات زيلينسكي عن ترامب "ليست مُتاسبة"

شنًّ سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، هجوماً لاذعاً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسبب تصريحاته العدائية تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي هذه التصريحات في ظِل الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملف الوصول لسلامٍ بين روسيا وأوكرانيا.
اقرأ أيضًا: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وقال سكوت بيسنت، في تصريحاتٍ صحفية، :"تصريحات زيلينسكي بأن ترامب لديه معلومات خاطئة عن الحرب لم تكن تصريحات مُناسبة".
وأضاف :"الرئيس الأوكراني أكد لي أن بلاده سُتبرم اتفاقاً مع أمريكا بشأن وصول المعادن الأوكرانية لنا، ولكن الأمر لم يتم".
وكان زيلينسكي قد أشار في وقتٍ سابق إلى أن بلاده تملك مخزوناً هائلاً من من الموارد والمعادن النادرة.
اقرأ أيضًا: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
ويأتي حديث زيلينسكي في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن دعم بلاده لأوكرانيا مرهون بإمدادها بالموارد الأرضية النادرة والمعادن الأخرى.
وكان ترامب قد قال في تصريحاتٍ صحيفة يوم الجمعة، :"لو كُنت رئيساً لما شن بوتن حربه ضد أوكرانيا".
وأضاف قائلاً :"سنعمل من إجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، هُناك أكثر من 700 ألف أوكراني تعرضوا للإصابة خلال الحرب".
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في تشكيل مسار الصراع من خلال دعمها العسكري، الاقتصادي، والدبلوماسي لأوكرانيا، إلى جانب فرضها عقوبات صارمة على روسيا. ساهمت واشنطن في تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية عبر إرسال مساعدات عسكرية ضخمة تضمنت أنظمة صواريخ متقدمة مثل "هيمارس"، ودبابات "أبرامز"، ومضادات الطائرات، ما عزز قدرة أوكرانيا على التصدي للهجمات الروسية. كما قدمت دعماً مالياً بمليارات الدولارات، مما ساعد الحكومة الأوكرانية في تمويل عملياتها العسكرية وتخفيف الأعباء الاقتصادية الناتجة عن الحرب.
إلى جانب الدعم العسكري والمالي، قادت واشنطن الجهود الدبلوماسية لعزل روسيا دوليًا، حيث استخدمت نفوذها في الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لفرض عزلة سياسية على موسكو، كما لعبت دورًا رئيسيًا في توسيع الناتو بانضمام فنلندا والسويد، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا إضافيًا لأمنها القومي.
علاوة على ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية شديدة على روسيا، مستهدفة قطاعها المصرفي، وصادراتها من النفط والغاز، والعديد من الشركات الروسية الكبرى، بهدف تقويض قدرتها على تمويل الحرب.
ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات لم تؤدِ إلى إنهاء الحرب، بل ساهمت في تصعيد الصراع، حيث زادت روسيا من عملياتها العسكرية، بينما استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في تقديم الدعم لأوكرانيا، مما أدى إلى حالة من الجمود العسكري دون حلول واضحة.
رغم النفوذ الكبير الذي تملكه الولايات المتحدة، فإنها لم تبادر بشكل حاسم لإنهاء الحرب عبر المفاوضات، إذ تفضل إبقاء أوكرانيا في موقف قوة قبل أي محادثات سلام محتملة.
في المقابل، لا تظهر روسيا استعدادًا كبيرًا للتراجع أو تقديم تنازلات، مما يجعل فرص الحل الدبلوماسي محدودة. كما أن القيادة الأوكرانية، بدعم من واشنطن، ترفض أي تسوية لا تتضمن استعادة جميع أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. على الصعيد الداخلي، يواجه البيت الأبيض انقسامًا في الرأي حول جدوى الاستمرار في دعم أوكرانيا، حيث يعارض بعض السياسيين الأمريكيين، خصوصًا من الحزب الجمهوري، تقديم المزيد من المساعدات، معتبرين أن التركيز يجب أن يكون على القضايا الداخلية للولايات المتحدة.
هذا الانقسام قد يؤثر على سياسات واشنطن المستقبلية، لا سيما إذا تغيرت الإدارة الأمريكية في الانتخابات المقبلة. في النهاية، تبقى الولايات المتحدة عاملًا رئيسيًا في استمرار الحرب أو إنهائها، لكن تحقيق السلام يتطلب توافقًا دوليًا أوسع، وضغوطًا أكبر على كل من موسكو وكييف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.