إسرائيل تتسلم جثامين 4 محتجزين في غزة

تسلمت سيارات الصليب الأحمر، اليوم الخميس، جثامين 4 مُحتجزين إسرائيليين لدى حماس في داخل قطاع غزة.
وأشارت تقارير محلية أن سيارات الصليب الأحمر غادرت خان يونس بعد تسلم الجثامين الأربعة، وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلمهم للجثامين.
وجاء ذلك بعد أن وقع ممثلو عن الصليب الأحمر وثائق تُثبت تسلمهم الجثامين.
ويأتي تسلم الجثامين في إطار صفقة التبادل التي أبرمتها حماس مع دولة الاحتلال.
اقرأ أيضًا: تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
وشددت حماس أن المُحتجزين الأربعة كانوا أحياءً حتى نالتهم نيران قصف
الطائرات الإسرائيلية أثناء العدوان.
ووصف بنيامين نتنياهو اليوم بـ"اليوم الحزين"، وذلك لأن إسرائيل ستسترد عدداً من مواطنيها بعد أن فارقوا الحياة.
تعد صفقات تبادل الجثامين واحدة من أكثر القضايا حساسية في النزاعات المسلحة، حيث تسعى الأطراف المتحاربة إلى استعادة قتلاها من أجل تكريمهم ودفنهم وفقاً لعاداتهم الدينية والاجتماعية. من بين أبرز هذه الصفقات، تلك التي تمت بين إسرائيل وحزب الله في عام 2008، والتي عُرفت بـ"صفقة الرضوان". بموجب هذا الاتفاق، سلم حزب الله جثتي الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، اللذين أُسرا خلال عملية عبر الحدود عام 2006، مقابل إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين، من بينهم سمير القنطار، بالإضافة إلى تسليم رفات نحو 199 مقاتلاً عربياً وفلسطينياً. أثارت هذه الصفقة جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، حيث اعتبرها البعض ثمناً باهظاً لاستعادة جثامين فقط، بينما رآها حزب الله انتصاراً معنوياً كبيراً.
ومن بين الصفقات الشهيرة أيضاً، عملية تبادل الجثامين بين روسيا وأوكرانيا خلال الحرب المستمرة بينهما. في يونيو 2022، أُجريت صفقة تبادل شملت تسليم أوكرانيا جثث 160 جندياً روسياً مقابل استعادة جثث 210 من جنودها الذين قُتلوا خلال المعارك. هذه العملية تمت بوساطة دولية نظراً لتعقيدات الصراع وحساسية الملف الإنساني. كما شهد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني عدة عمليات تبادل مماثلة، مثل صفقة عام 2012 التي سلّمت فيها إسرائيل جثامين 91 فلسطينياً قُتلوا في عمليات مختلفة، في خطوة قيل إنها تهدف إلى تحريك عملية السلام، رغم استمرار التوترات. تعكس هذه الصفقات بُعداً إنسانياً في الحروب، إذ تسلط الضوء على أهمية استعادة الجثامين رغم العداء الشديد بين الأطراف المتصارعة.