ما هو أفضل وقت لممارسة التمارين الرياضية؟ لن تصدق الإجابة

تُعتبر التمارين الرياضية المنتظمة عاملاً أساسياً في دعم الصحة البدنية والعقلية، حيث تُظهر الأبحاث أن الاستمرار في ممارسة الرياضة يمكن أن يُحسّن مستويات الكوليسترول، والأنسولين، والمزاج، والنوم، وإدارة الوزن.
لكن يبقى السؤال: هل هناك وقت مثالي لممارسة الرياضة؟ في الواقع، لكل توقيت مزاياه الخاصة، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن ممارسة التمارين في المساء قد تقلل من خطر الوفاة المبكرة وتساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم، بينما قد تُحسن التمارين الصباحية صحة القلب.
ويرى باحثون آخرون أن توقيت التمارين ليس مهماً بقدر أهمية الاستمرارية.
فوائد التمارين في الصباح
تُظهر الأبحاث أن ممارسة الرياضة في الصباح يمكن أن تعزز صحة القلب وتحسن جودة النوم، بل قد تساهم أيضاً في فقدان الوزن. فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين بين السابعة والتاسعة صباحًا لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) أقل من أولئك الذين يمارسون الرياضة في فترات لاحقة من اليوم. كما أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة قبل الظهر فقدوا وزناً أكبر من الذين تمرنوا بعد الثالثة مساءً.
ومن الفوائد الأخرى للتمارين الصباحية أنها قد تساعد على خفض ضغط الدم، حيث وجدت إحدى الدراسات أن من مارسوا الرياضة عند السابعة صباحًا انخفض ضغط دمهم بنسبة 10%، واستمر هذا الانخفاض طوال اليوم. كما أظهرت الدراسة ذاتها أن التمارين الصباحية قد تحسن من جودة النوم.
سلبيات التمارين الصباحية
بالرغم من فوائدها، قد تكون التمارين الصباحية صعبة للبعض بسبب الحاجة للاستيقاظ مبكرًا. كما أن ممارسة التمارين في الصباح الباكر قد تزيد من خطر الإصابة، خاصة إذا لم يتم الإحماء بشكل جيد، نظرًا لأن درجة حرارة الجسم تكون في أدنى مستوياتها صباحًا، ما يستدعي فترة إحماء أطول.
فوائد التمارين بعد الظهر
تُعتبر فترة الظهيرة مثالية لمن يسعون إلى تحسين الأداء الرياضي، حيث تصل درجة حرارة الجسم إلى ذروتها في هذا الوقت، مما يساعد على تحسين القدرة على التحمل والقوة البدنية. وأظهرت إحدى الدراسات أن الأداء الرياضي يصل إلى ذروته بين الثالثة والسادسة مساءً. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن ممارسة الرياضة بين الحادية عشرة صباحًا والخامسة مساءً قد تكون مفيدة لصحة القلب.
سلبيات التمارين بعد الظهر
وتعد أحد أبرز التحديات التي تواجه التمارين في هذه الفترة هو ضيق الوقت، خاصة لمن يعملون بدوام كامل. حتى في حال ممارسة الرياضة خلال استراحة الغداء، فقد يكون من الصعب الالتزام بها يوميًا بسبب الاجتماعات أو المسؤوليات الأخرى.
فوائد التمارين في المساء
تشير إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يعانون من السمنة وكانوا يمارسون الرياضة مساءً كانوا أقل عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 28% مقارنة بمن مارسوا الرياضة في أوقات أخرى من اليوم. كما يعتقد بعض الخبراء أن التمارين المسائية قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، خصوصًا لمن يعانون من مقاومة الأنسولين.
وقد تكون التمارين المسائية وسيلة فعالة للتخلص من التوتر والاسترخاء بعد يوم طويل. كما وجدت دراسة أن ممارسة التمارين قبل النوم بثلاث ساعات لا تؤثر سلبًا على جودة النوم، بل قد تساعد في النوم لفترات أطول.
سلبيات التمارين المسائية
في المقابل، قد يجد البعض أن التمارين المسائية تنشطهم أكثر من اللازم، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. كما أن ممارسة الرياضة في وقت متأخر قد تؤثر على عدد ساعات النوم الفعلية.
ما هو التوقيت الأمثل للتمارين؟
يعتمد اختيار الوقت المثالي لممارسة الرياضة على عدة عوامل، منها:
- جودة النوم: إذا كنت تواجه صعوبة في النوم بعد التمارين المسائية، فقد يكون من الأفضل تجربة التمارين الصباحية.
- درجة الحرارة: قد يكون الطقس البارد عائقًا للتمارين الصباحية، بينما قد يكون الحر الشديد غير مناسب للتمارين في فترة الظهيرة.
- الجدول اليومي: إذا كنت تعاني من ضيق الوقت في فترة معينة من اليوم، فاختر توقيتًا يتناسب مع جدولك.
- مستوى الطاقة: بعض الأشخاص يكون لديهم طاقة أكبر في الصباح، بينما يفضل آخرون التمارين في المساء عندما يشعرون بنشاط أكبر.