روسيا تُوجه رسالة للاتحاد الأوروبي بشأن السلام في أوكرانيا

أصدرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الثلاثاء بياناً بشأن إمكانية التوصل لسلامٍ مع أوكرانيا خلال الفترة المُقبلة.
وقال البيان الرسمي الروسي :"إذا كانت أوروبا تريد المساعدة في إرساء السلام في أوكرانيا فمن الضروري وقف توريد الأسلحة إلى كييف".
وأضاف البيان :" دور الاتحاد الأوروبي في المفاوضات المقبلة بشأن أوكرانيا مستبعد".
وكان الجيش الأوكراني قد أصدر بياناً يوم الأحد الماضي قال فيه إن القوات الروسية المُعادية له كثفت عملياتها العسكرية في شرق البلاد.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
اقرأ أيضاً: أفراح السودانيين تتواصل بانتصار الجيش: "بكرة بيخلص هالكابوس"
وذكر البيان الأوكراني أن الهجمات الروسية استهدفت وتركزت بالقرب من مركز لوجيستي مهم في بوكروفسك.
وفي سياقٍ مُتصل، أكدت القوات الجوية الأوكرانية على نجاحها في تدمير 95 مسيرة من أصل 143 أطلقتها روسيا خلال الليلة الماضية.
وعلى جانب آخر، قال الجيش الروسي إن قواته تهاجم مواقع أوكرانية في محيط بوكروفسك في محاولة لقطع الإمدادات العسكرية.
وتأتي التطورات الميدانية الأخيرة على الرغم من الجهود الدولية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إيقاف الحرب المُستعرة منذ 3 سنوات وحصدت آلاف الأرواح.
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا واسعًا على أوكرانيا، مما أسفر عن اندلاع صراع دامٍ أسفر عن مئات الآلاف من القتلى والمصابين، وأدى إلى نزوح ملايين المدنيين. نشأت الأزمة بعد سنوات من التوترات بين البلدين، خصوصًا بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمها للمتمردين في المناطق الشرقية لأوكرانيا. ومع تزايد المخاوف الغربية من توسع نفوذ روسيا في المنطقة، سعت أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وهو ما لم تره موسكو مريحًا بالنسبة لمصالحها الاستراتيجية. وقد جلبت الحرب معها تداعيات واسعة على الأمن الأوروبي والعالمي، خاصة بعد التهديدات النووية من قبل روسيا، مما دفع الدول الغربية إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، في وقت قدمت فيه الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا.
موازين القوى العالمية
الحرب أدت إلى تغييرات جذرية في موازين القوى العالمية، حيث شهدنا تزايدًا في التعاون بين الدول الغربية والعديد من الحلفاء الإقليميين ضد روسيا. في المقابل، أصبحت روسيا أكثر اعتمادًا على شركائها مثل الصين والهند في محاولات للتخفيف من تأثير العقوبات. كما ساهمت الحرب في ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، مما أثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وزاد من حدة أزمة الأمن الغذائي في بعض الدول. في الداخل الأوكراني، دمرت الحرب العديد من المدن والبنية التحتية، وتركزت المعارك في شرق وجنوب البلاد. ورغم المقاومة الشرسة من قبل القوات الأوكرانية، لا تزال الحرب مستمرة، مع غياب أي مؤشرات على حل سريع للنزاع. يبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب، حيث يُنظر إلى الأزمة كاختبار حاسم للعلاقات الدولية في القرن الواحد والعشرين ومدى قدرة الأمم المتحدة على معالجة النزاعات الكبرى.