أطلقوا اسمه.. ولو على كوبرى!
حين يعود الرئيس السيسى من الكويت، يكون عليه أن يصدر قراراً جمهورياً فى موضوع، ويدلى بتصريح رئاسى فى موضوع آخر.. أما القرار الجمهورى فيتعلق بفتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية.. وأما التصريح الرئاسى فيتعلق بقائمة الجنزورى.. أولاً على الرئيس أن يقول إنه برىء من قائمة الجنزورى.. ثانياً عليه أن يقول إنها قائمة لا تمثل الرئاسة.. ثم يوصى بإطلاق اسم الجنزورى على كوبرى أو شارع!
وجود قائمة باسم الجنزورى يثير الشبهات، حول موقف الرئاسة من الانتخابات.. فمازال الجنزورى مستشاراً للرئيس حتى هذه اللحظة.. فضلاً عن أنه يجتمع بالأحزاب والمرشحين باعتبار قائمته مدعومة من الرئيس شخصياً.. فهل نصدق أن قائمة الجنزورى لا علاقة لها بالرئيس؟.. هل نصدق والأمر كذلك أن الرئاسة لا يعنيها أى قائمة فى الانتخابات، بينما يتحدث باسمها «مقربون» من مؤسسة الرئاسة؟!
تخليد اسم الجنزورى أو تكريمه، لا يكون عبر قائمة انتخابية، يقول إنه لن يترشح عليها.. تكريمه يكون عبر اطلاق اسمه على شارع أو كوبرى أو مدرسة.. الرئيس السيسى يجب ان ينتبه أن الناس لا تعفيه من المسئولية.. الأحزاب نفسها تدخل الانتخابات كى لا تتسبب فى إرباك البلاد.. فقد قبلت قانون الانتخابات على مضض.. وتشارك فى الانتخابات على مضض.. وتعرف أن الفرص غير متكافئة فى نهاية المطاف!
لو سقطت قائمة الجنزورى!
السؤال: ماذا لو سقطت قائمة الجنزورى فى ماراثون الانتخابات؟.. هل يقال إن قائمة السيسى سقطت؟.. هل يقال إن قائمة الرئاسة انهزمت بالضربة القاضية؟.. هل تعتبر خصماً من رصيد السيسى؟.. هل تكون مؤشراً على تآكل شعبيته؟.. كيف نفسرها بالضبط؟.. هل يكفى أن تخرج مؤسسة الرئاسة، لتقول إنها لا تدعم قائمة بعينها؟.. لماذا لا يستقيل الجنزورى من الفريق المعاون للرئيس لضمان الشفافية؟!
سيدى الرئيس: أنت مسئول، أولاً وأخيراً، عمن ينتمى إلى مؤسسة الرئاسة.. أنت مسئول عمن يستخدم اسم المؤسسة فى أى عمل سياسى أو تجارى أو بيزنس.. أنت مسئول وإن قلت ألف مرة إنك لا تدعم أحداً، ولا تسدد فواتير لأحد.. ما يجرى فى قائمة الجنزورى يضع علامات استفهام كبرى.. يجعلنا نتشكك فى جدية التجربة الديمقراطية.. إما أن الجنزورى يمثل الرئاسة فعلاً، وإما أنه لا يمثلها، ويستقيل فوراً!
استغربت من تصريح الجنزورى.. يقول الرجل إنه يعرف متى يتكلم؟ ومتى يصمت؟.. ما نعرفه أن الجنزورى لا يتكلم.. ولكنه يؤثر الصمت دائماً.. فقد التزم الصمت 12 سنة.. لم ينطق بكلمة، ولم يظهر فى فضائية.. عندما قامت الثورة قيل إنه كان يعارض مبارك.. ولا
كيف تتغير مصر؟!
الشعارات وحدها لا تكفى.. الشعار الذى ترفعه مؤسسات الدولة «مصر تتغير بينا» لا يفيد.. من قال إن الحزب الوطنى «المنحل» لم يكن يقدم أحلى شعارات؟.. كان يرفع شعار «من أجلك أنت» ويسرقنا.. ويرفع شعار «مصر بتتقدم بينا» وكنا نتراجع للوراء.. فهل اختلف الشعار الجديد عن القديم؟.. لا شىء تغير.. مصر تتغير بإجراءات حقيقية.. مصر تتغير بأن تكون مؤسسة الرئاسة الحكم بين السلطات، والحكم بين الأحزاب!
نريد أن نشعر بأننا على اعتاب برلمان ثورة.. نريد أن نشعر أننا نعيش حالة ثورية، وحالة ديمقراطية.. لا نريد أن يشعر الناس بالإحباط.. لا نريد ان ينسحب الشباب.. ينبغى أن نعرف الراعى الرسمى لـ«تورتة الجنزورى».. خطأ جسيم ان يعود الشعب لمقاعد المتفرجين.. جريمة كبرى أن يقال إن الأحزاب عاجزة.. ارجعوا إلى الوراء قليلاً واسألوا أنفسكم: لماذا عجزت؟.. إنها نفس الأسباب، التى تجعلها عاجزة الآن!
آخر كلام!
كثيرون طالبوا الجنزورى بالانسحاب.. منهم الأستاذ هيكل نفسه.. لا توجد بينه وبين الجنزورى خصومة.. أنا أيضاً طالبت الجنزورى بالانسحاب.. لا توجد بيننا وبينه خصومة.. لا سياسية، ولا على ميراث.. لكنه قد يكون سبباً فى خصومة بين الشعب والرئيس.. ولذلك على الرئيس أن يحسم امره.. عليه ان يتخذ قراره.. عليه أن يقبل استقالته، أو يقيله، إن أصر على القائمة، وإن كان ليست له بها علاقة فعلاً(؟!)
(قائمة الجنزورى تجعلنا نتشكك فى جدية الانتخابات.. إما أنه يمثل الرئاسة فعلاً، وإما أنه لا يمثّلها، ويستقيل فوراً!).