سرقة أعمدة الإنارة.. جريمة تحت أعين المسئولين
تحولت سرقة التيار الكهربائى من أعمدة الإنارة العامة في الأحياء الشعبية والمحافظات الريفية مــن كونها مخالفات فــرديــة إلــى حد الظاهرة، لتكشف عن خلل واضح فى منظومة الإدارة المحلية والرقابة على المرافق العامة.
لــم يخف على أحـد أعمدة الإنارة المعطلة والكابلات التى تستخرج بالقوة، و التوصيلات العشوائية لتغذية الباعة الجائلين، بينما يتحمل المواطن الملتزم وحــده كلفة هــذا الإهــدار، فى غياب محاسبة حقيقية للمخالفين.
تشهد جميع الأحياء الشعبية والمحافظات الريفية انتشارا ً واسعا ً لظاهرة سرقة التيار الكهربائى مــن أعــمــدة الإنـــارة العامة لتغذية الباعة الجائلين، فى مشهد بات مألوفا، ما مثل اعتـداء ً صــريــحــا ً عــلــى المرافق العامة وتهديدا ً مباشرا ً لسلامة المواطنين، فى ظل غــيــاب الــرقــابــة وضــعــف المتابعة مــن الأجـهــزة المحلية.
وفى المقابل، يتحمل المواطن البسيط فاتورة سرقة التيار الكهربائى حيث تهدر الكهرباء المسروقة من المال العام، وتنعكس خسائرها على ميزانية الــدولــة، فى الوقت الذى قامت فيه الــعــديــد مــن الأحــيــاء محافظة القاهرة استبدال الأعمدة القديمة بأخرى جديدة، نجد أن عمليات سرقة التيار مازالت مستمرة.
فى 12 أغسطس الماضى أعلن حى الزاوية الحمراء طــرح مناقصة عامة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ أعمال مهمات إنارة وإحلال وتجديد أعمدة الإنارة، جارة حاليا التنفيذ فى شارع تــرعــة الــدكــر مــن مجمع
الصانع ومساكن الزاويــة الجــديــدة والمساكن الحمراء ومتفرعات شارع العبور (بلوكات 116،و117، و126) والمشكلة أن التجديد يتوقف بعينها، بينما تترك الشوارع الرئيسية بلا رقابة.
فى المقابل، تشهد منطقة منشية الجمل كسراً متعمدا ً لأعمدة الإنارة فى الشارع الرئيسى، واستخراجاً للكابلات الــكــهــربــائــيــة مــنــهــا، وتحويلها إلى «فيش» كهرباء تُستخدم لتغذية الباعة الجائلين على مرأى ومسمع المسئولين، فى اعتداء مباشر على شبكة الكهرباء والمال العام، يتم فى وضح النهار، دون أى تدخل من الحى.
النتيجة أن أعــمــدة إنـــارة ممــولــة مــن المــال العام تكسر وتنهب، وكهرباء الشارع تتحول إلى مصدر عشوائى، فى ظل غياب كامل للرقابة
والمحاسبة من حى الزاوية الحمراء.
وفى جولة لـ«الوفد» فى بعض أحياء محافظة القاهرة التقينا سمير محمد من سكان الزاوية الحمراء وأوضح أن «الأمطار فى الشتاء بقت كارثة كل سنة، الشوارع بتغرق بسرعة، والمواطن هو اللى بيتعاقب، وكمان أعمدة الإنارة اللى بيتم سرقة الكهرباء منها للباعة الجائلين بقت كارثة ثانية، كل مرة حد بيتكهرب فى الشارع بسبب أعمدة الإنارة ذات الكابلات المكشوفة، دون أدنى متابعة من المحافظة، والشارع أصبح يمثل خــطــراً عــلــى الـــنـــاس، بين الغرق وبين الكهرباء المسروقة، و الــوطــن هو اللى بيدفع الثمن حياته».
وفــى منطقة الــزيــتــون يــعــانــى ســكــان شــارع المسيري من تعطيل أعمدة الإنارة منذ 9 أشهر كاملة دون أي تدخل من الحى، ما حول الشارع إلى بؤرة ظلام يومية عقب غروب الشمس.
وأكد الأهالى أن الإضاءة الوحيدة بالمنطقة تــأتــى بــشــكــل مــؤقــت مـــن عـــربـــات المأكولات السريعة والحلويات التى تحصل على الكهرباء مــن اعــمــدة الإنــــارة فــى الــشــارع.
بينما يظل الشارع مظلما ً لساعات طويلة، ما يهدد سلامة
المواطنين ويــزيــد مــن مخاوفهم، خــاصــة كبار السن والأطفال.