رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سوريا على صفيح ساخن

بوابة الوفد الإلكترونية

حذّرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية من مخاطر تقويض السيادة الوطنية فى شمال شرق البلاد، مؤكدة أن الخطاب المتكرر حول وحدة سوريا يتناقض مع واقع ميدانى تشهد فيه المنطقة وجود مؤسسات إدارية وأمنية وعسكرية تعمل خارج إطار الدولة، ما يكرّس الانقسام بدلًا من معالجته.

وقال مصدر مسئول فى الوزارة، فى تصريح لوكالة «سانا»، إن الحديث عن دمج مؤسسات شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة لا يزال حبيس التصريحات النظرية، دون أى خطوات تنفيذية واضحة أو جداول زمنية محددة، الأمر الذى يثير شكوكًا جدية حول مدى الالتزام باتفاق العاشر من مارس. وأضاف أن الإشارات الصادرة عن قيادة «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» بشأن استمرار الحوار مع الدولة لم تترجم إلى نتائج ملموسة على الأرض، معتبرًا أن هذا الخطاب يُستخدم لأغراض إعلامية ولامتصاص الضغوط السياسية، فى ظل غياب إرادة حقيقية للانتقال إلى التطبيق العملى.

وشدد المصدر على أن التصريحات المتعلقة بكون النفط «ملكًا لجميع السوريين» تفقد مصداقيتها طالما لا تُدار هذه الموارد عبر مؤسسات الدولة ولا تدخل عائداتها ضمن الموازنة العامة، مؤكدًا أن أى حديث عن تقارب فى وجهات النظر لا يحمل قيمة فعلية ما لم يُترجم إلى اتفاقات رسمية بآليات تنفيذ واضحة وجداول زمنية محددة.

وفى سياق موازٍ، كشفت مصادر استخباراتية غربية لصحيفة «واشنطن بوست» أن تركيا تسعى خلال الأسابيع الأخيرة إلى نشر أنظمة رادار داخل الأراضى السورية، فى خطوة قد تُحدث تأثيرًا مباشرًا على التوازنات العسكرية الإقليمية. وبحسب المصادر، فإن هذه الرادارات قد تُقيّد قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات جوية، نظرًا لاعتماد سلاحها الجوى على المجال الجوى السورى كمسار عبور نحو أهداف فى إيران.

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصدرين استخباراتيين غربيين أن نشر الرادارات التركية قد يحد بشكل كبير من حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلى، عبر رصد تحركات الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء السورية. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أنقرة تخطط لنقل هذه الأنظمة إلى الجيش السورى بذريعة تعزيز قدراته، غير أن تشغيلها سيبقى بيد عناصر أتراك، ما يمنح تركيا حق الوصول إلى البيانات الاستخباراتية والتحكم بها.

وتزامن ذلك مع شنّ إسرائيل غارات جوية على قواعد تابعة للقوات الجوية السورية، بعد فترة وجيزة من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد العام الماضى، مستهدفة منشآت عسكرية من بينها قاعدة «تى-4»، وسط مخاوف إسرائيلية من إنشاء تركيا مواقع عسكرية دائمة داخل سوريا ونشر طائرات مسيّرة. وقال مسئول أمنى إسرائيلى إن احتمال بناء قاعدة جوية تركية داخل سوريا يمثل تهديدًا مباشرًا لحرية العمليات الجوية الإسرائيلية.

سياسيًا، تصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب عقب نشر صحيفة «ينى شفق» التركية المقربة من الحكومة عنوانًا وصف إسرائيل بـ«العدو الأول» لتركيا، وذلك بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بقادة اليونان وقبرص. وبينما قال نتنياهو إن من «يتوهمون استعادة إمبراطورياتهم لن ينجحوا»، رد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بانتهاك حقوقها ولن تغيّر سياستها تحت أى ضغوط.

وفى قراءة أوسع للمشهد، نشرت مجلة إيطالية بعنوان II Faro sul mondo تقريرًا اعتبرت فيه أن سوريا، بعد سقوط نظام الأسد فى ديسمبر 2024، تحولت من لاعب إقليمى مؤثر إلى ساحة مفتوحة لتدخل القوى الأجنبية وكيان منقوص السيادة. وخلص التقرير إلى أن سوريا فى عام 2025 باتت دولة هشة، تتقاسم النفوذ فيها الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل، بينما يُهمَّش السوريون عن تقرير مستقبل بلادهم.