كأس أمم أفريقيا 2025.. المغرب يوظف الثقافة والهوية للاحتفاء بالحدث القاري
تسعى المملكة المغربية إلى تقديم نسخة مختلفة من بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، لا تقتصر على المنافسة داخل المستطيل الأخضر، بل تمتد إلى أبعاد ثقافية وحضارية تعكس عمق الهوية المغربية، وتنوعها، وانفتاحها على القارة الأفريقية، في إطار رؤية شاملة تجعل من البطولة حدثًا مجتمعيًا وثقافيًا إلى جانب كونه تظاهرة رياضية.
وتعمل الجهات الرسمية في المغرب على ربط البطولة بالتراث المحلي والبعد الأفريقي المشترك، عبر إبراز عناصر الثقافة المغربية في الفضاءات العامة، والمنشآت الرياضية، والفعاليات المصاحبة للبطولة، بما يعكس صورة بلد يجمع بين الأصالة والحداثة، ويضع الثقافة في قلب الحدث الرياضي القاري.
ويُنظر إلى استضافة كأس أمم أفريقيا بوصفها فرصة لتعزيز الحوار الثقافي بين شعوب القارة، حيث تمثل البطولة منصة تلاقي بين جماهير مختلفة، تحمل معها عاداتها وتقاليدها وفنونها، ما يمنح المغرب مساحة لإبراز موقعه كجسر حضاري بين أفريقيا والعالم العربي وأوروبا.
كما يركز المغرب على توظيف الرموز الثقافية في المشهد العام المصاحب للبطولة، سواء من خلال الزخارف التقليدية، أو الفنون الشعبية، أو إبراز المعمار المغربي في الملاعب ومحيطها، بما يسهم في تقديم تجربة متكاملة للزوار والجماهير، تتجاوز حدود المباريات والنتائج.
هذا التوجه يعكس إدراكًا رسميًا لأهمية الثقافة كأداة للتواصل والتقارب بين الشعوب، خاصة في تظاهرة بحجم كأس أمم أفريقيا، التي لا تمثل مجرد بطولة رياضية، بل حدثًا جامعًا له دلالات تاريخية وإنسانية على مستوى القارة.
وتأتي هذه المقاربة في ظل سعي المغرب إلى تعزيز حضوره الثقافي داخل أفريقيا، من خلال استضافة الفعاليات الكبرى، وتقديم نموذج للتنظيم يعتمد على احترام التنوع الثقافي، وإبراز القواسم المشتركة بين شعوب القارة، مع الحفاظ على الخصوصية المحلية لكل بلد مشارك.
وفي سياق متصل، أعلن بنك المغرب عن إصدار ورقة بنكية تذكارية من فئة 100 درهم وقطعة نقدية فضية بقيمة 250 درهمًا، احتفاءً باستضافة المملكة لكأس أمم أفريقيا 2025، في خطوة رمزية تهدف إلى توثيق الحدث القاري وإبراز مكانته في الذاكرة الوطنية.
وتقام بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر وحتى 18 يناير، وسط تطلعات لأن تشكل نسخة استثنائية، تجمع بين المنافسة الرياضية والبعد الثقافي، وتعكس رؤية مغربية تجعل من الحدث القاري مناسبة للاحتفاء بالهوية والتنوع والانتماء الأفريقي.