بروفيل
شيخ الأزهر التاسع.. الإمام الحكيم عبد الرؤوف السجينى
الإمام عبد الرؤوف بن محمد السجينى الشافعى الأزهرى، الملقب بـ«أبى الجود»، من كبار علماء الأزهر فى القرن الثانى عشر الهجرى، وأحد الشيوخ الذين جمعوا بين رسوخ العلم، وحسن الخلق، والقدرة على إدارة الأزمات المجتمعية فى زمن اتسم باضطراب الأحوال وضعف الأمن.
النشأة
وُلد السجينى سنة 1154هـ ببلدة سجين بمحافظة الغربية، ونُسب إليها، ونشأ فى أسرة عُرفت بالعلم والفقه، فكان والده وعمه من كبار العلماء، وهو ما أتاح له بيئة علمية مبكرة.
حفظ القرآن الكريم فى صغره، ولازم عمه الشيخ الشمس السجينى، وكان فقيهًا نحويًا أصوليًا شافعيًا، رغم كفّ بصره، فتلقّى عنه علوم الشريعة حتى تخرّج على يديه، وخلفه فى تدريس المنهج بالأزهر.
ذاع صيت الإمام قبل توليه مشيخة الأزهر إثر حادثة شهيرة بخان الخليلى، تحولت فيها مشاجرة فردية إلى فتنة واسعة أُغلقت بسببها الأسواق وسقط قتلى من الجانبين.
ويذكر الجبرتى فى «عجائب الآثار» أن الإمام تدخّل بحكمة، فجمع مشايخ الأزهر والقاضى وأمراء الوجاقلية، حتى انتهت الأزمة بالصلح.
مشيخة الأزهر
تولى الإمام عبد الرؤوف السجينى مشيخة الأزهر الشريف سنة 1181هـ، عقب وفاة الشيخ محمد بن سالم الحفنى.
وقبل ذلك كان شيخًا لـرواق الشراقوة بالأزهر، وظل قائمًا عليه حتى بعد توليه المشيخة، فى إشارة إلى ارتباطه الوثيق بالتدريس وخدمة طلاب العلم.
وفاته وإرثه
توفى الإمام عبد الرؤوف السجينى فى 14 شوال 1182هـ، وصُلّى عليه فى الجامع الأزهر، ودُفن بجوار عمه الشمس السجينى بأعلى البستان.