في زمن يبحث فيه الناس عن الأمان والهروب من الخطر، وقف أهل غزة موقفا استثنائيا ليؤكدوا أن الانتماء للوطن أقوى من أي تهديد ، غزة ليست مجرد أرض بل هي رمز للكرامة والهوية وحصن لا يمكن التخلي عنه مهما بلغت المعاناة ، خلال عامين من الحرب والدمار انهارت المنازل وتوقفت مرافق الحياة وتحولت الشوارع إلى ذكريات مفتوحة للفقد ومع ذلك ظل السكان مصرين على البقاء متحدين القصف واليأس متمسكين بأرضهم رغم كل المخاطر
توقع العالم موجة نزوح جماعية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار منذ أكثر من شهرين، لكن الواقع كشف عزيمة الشعب الفلسطيني ، الأغلبية رفضت الرحيل ، مفضلة البقاء تحت وطأة الحرمان اليومي على البحث عن أمان مؤقت في دول أخرى
حتى في مصر والدول المجاورة حيث وجد الفلسطينيون بعض الأمان والدعم الإنساني، بقيت قلوبهم وعقولهم في غزة ، حقائبهم جاهزة، أوراقهم محفوظة، وقلوبهم هناك، ينتظرون فتح معبر رفح للعودة إلى ديارهم، حيث الأرض والهوية والكرامة
هذا المشهد يؤكد حقيقة واحدة ؛ غزة لن تُقهر ولن يُجبر أهلها على ترك وطنهم ، هم باقون ليعيدوا بناءه وليثبتوا أن الصمود والانتماء للأرض أقوى من أي خوف وأن غزة ستظل عربية وإسلامية، رمزا للتحدي وشوكة في ظهر المحتلين ، بفضل شعب رفض التخلي عن وطنه مهما كانت الصعاب..