ماجدة خير الله: مسلسل "لا ترد ولا تستبدل" تجربة إنسانية مختلفة وغير مستهلكة
أشادت الناقدة الفنية ماجدة خير الله بمسلسل "لا ترد ولا تستبدل"، المعروض حاليًا عبر منصة شاهد، مؤكدة أنه يمثل خاتمة فنية قوية ومميزة لعام 2025، لما يحمله من طرح إنساني مختلف وتناول غير تقليدي للعلاقات الاجتماعية.
وأوضحت ماجدة خير الله أن مسلسل لا ترد ولا تستبدل، من تأليف دينا نجم وإخراج مريم أبو عوف، يقدم موضوعًا غير مستهلك قائمًا على علاقات متشابكة ومعالجة درامية منصفة لأهالي الحارة الشعبية، مع تقديم مختلف يبتعد عن القوالب النمطية، معتبرة العمل فرصة حقيقية لتألق أبطاله.
وأشارت خير الله إلى أن المسلسل منح مساحة كبيرة للإبداع لكل من أحمد السعدني، دينا الشربيني، صدقي صخر، حسن مالك، وفدوى عابد، حيث قدم كل منهم أداءً غير معتاد، وكأنهم في حالة تحدٍ لقدراتهم الفنية.
وتناولت الناقدة الخط الدرامي للعمل، موضحة أن أحمد السعدني يجسد شخصية أب لطفلة تعاني من ضعف السمع، ويكرس حياته بالكامل لتأمين أبسط حقوقها، من خلال العمل في أكثر من مجال، قبل أن يلتقي بمرشدة سياحية من طبقة اجتماعية مختلفة تجسدها دينا الشربيني، لتنشأ بينهما علاقة قائمة على التعاطف والمسؤولية خلال رحلة شاقة للبحث عن متبرع بالكلى، تواجههما خلالها نماذج مخيفة وأزمات غير متوقعة تضع الجميع أمام اختبارات صعبة.
وأضافت ماجدة خير الله أن أحمد السعدني يظهر في قمة نضجه الفني، حيث قدم نموذج الرجل الشعبي الجدع دون مبالغة أو افتعال، يقع في الحب دون ضعف، ويحافظ على حدوده أمام امرأة تنتمي لمجتمع مختلف، خوفًا من فقدانها، كما سلطت الضوء على علاقته المعقدة بشقيقه المتمرد، التي تشبه علاقة الأب المسؤول الساعي لإعادته إلى الطريق الصحيح دون جدوى.
وأكدت الناقدة أن المسلسل يتمتع بعناصر تشويق وإثارة مغلفة بمشاعر إنسانية صادقة تلامس الواقع، مشيدة بتنوع أماكن التصوير بين البيئات الشعبية، والمناطق التاريخية، ومنازل الطبقة الوسطى العليا، بعيدًا عن عالم الكمباوندات المغلق والحياة المعزولة خلف الواجهات الزجاجية.
