رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دليل عملي لجعل iPad آمنًا للأطفال وحماية استخدامهم اليومي

بوابة الوفد الإلكترونية

مع تزايد اعتماد الأطفال على الأجهزة اللوحية في التعلم والترفيه، أصبح إعداد جهاز iPad بطريقة آمنة وصديقة للطفل خطوة ضرورية لكل أسرة، ورغم أن العملية قد تبدو معقدة في البداية، فإن أدوات Apple المدمجة تجعل التحكم في تجربة الطفل الرقمية أكثر سهولة مما يتوقع كثيرون.

 من إنشاء حساب Apple ID مخصص للطفل، إلى ضبط وقت الشاشة والخصوصية، يمكن للوالدين بناء بيئة رقمية متوازنة تحمي الطفل دون حرمانه من الاستفادة الكاملة من الجهاز.

الخطوة الأولى في إعداد iPad للأطفال تبدأ بإنشاء Apple ID خاص بالطفل. وجود حساب منفصل لا يعني فقط الخصوصية، بل يمنح الوالدين القدرة على الإشراف الكامل عبر ميزة المشاركة العائلية Family Sharing. 

تشترط Apple على الآباء إنشاء الحسابات للأطفال دون سن 13 عامًا بأنفسهم، وهو ما يمكن تنفيذه بسهولة من خلال جهاز iPhone أو iPad الخاص بولي الأمر. من الإعدادات، يتم الدخول إلى اسم المستخدم، ثم اختيار العائلة، وإضافة عضو جديد، ثم إنشاء حساب طفل، مع إدخال الاسم وتاريخ الميلاد وتأكيد الموافقة الأبوية.

في حال كان الطفل يمتلك حساب Apple ID مسبقًا، يمكن ببساطة دعوته للانضمام إلى مجموعة المشاركة العائلية. بمجرد قبول الدعوة، يصبح الحساب تحت إشراف الوالدين، ما يسمح بالتحكم في التطبيقات، والمشتريات، والوقت الذي يقضيه الطفل على الجهاز.

ميزة المشاركة العائلية تعد حجر الأساس في حماية الأطفال على iPad. فهي لا تقتصر على مشاركة الاشتراكات أو سعة التخزين السحابي، بل تتيح أدوات رقابة فعالة، مثل خاصية طلب الشراء Ask to Buy، التي تمنع تحميل أي تطبيق أو إجراء عمليات شراء داخل التطبيقات دون موافقة أحد الوالدين. كما تسهّل هذه الميزة تتبع الجهاز في حال فقدانه، وتطبيق نفس القيود على جميع أجهزة العائلة المرتبطة.

بعد ذلك يأتي دور “وقت الشاشة” Screen Time، وهي الأداة الأهم لإدارة استخدام الطفل للجهاز. من خلال هذه الميزة، يمكن تحديد عدد الساعات المسموح بها يوميًا، ومعرفة التطبيقات الأكثر استخدامًا، ووضع حدود زمنية لفئات معينة مثل الألعاب أو الترفيه. عند إعداد وقت الشاشة لأول مرة، يتم اختيار أن الجهاز خاص بالطفل، ثم تعيين رمز مرور منفصل يمنع الطفل من تغيير الإعدادات بنفسه.

تتيح خاصية “فترة التوقف” Downtime حظر معظم التطبيقات في أوقات محددة مثل وقت النوم أو المذاكرة، مع السماح فقط بتطبيقات أساسية. كما يمكن التحكم في جهات الاتصال عبر حدود التواصل، بحيث لا يتواصل الطفل إلا مع أفراد العائلة أو أشخاص موثوقين خلال أوقات معينة. هذه الإعدادات تمنح الأهل مرونة كبيرة في تنظيم اليوم الرقمي للطفل.

ولتعزيز الحماية، توفر Apple أدوات دقيقة ضمن إعدادات المحتوى والخصوصية. من هنا يمكن منع المحتوى غير المناسب، وتقييد المواقع الإباحية، وتعطيل عمليات الشراء داخل التطبيقات، بل وحتى منع تثبيت أو حذف التطبيقات دون إذن. كما تمتد الحماية إلى الخصوصية، من خلال التحكم في صلاحيات الوصول إلى الموقع الجغرافي، والكاميرا، والميكروفون، وهي نقاط حساسة يجب الانتباه لها خاصة مع التطبيقات الاجتماعية.

Apple لم تغفل جانب الأمان في التواصل، حيث توفر ميزة “سلامة التواصل” داخل تطبيق الرسائل. تعتمد هذه الخاصية على الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز نفسه لرصد الصور الحساسة، مع طمسها تلقائيًا وتنبيه الطفل قبل عرضها، دون إرسال أي بيانات إلى خوادم Apple، وهو ما يحقق توازنًا بين الحماية والخصوصية.

بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، تأتي ميزة “الوصول الموجّه” Guided Access كحل عملي، حيث تتيح قفل الجهاز على تطبيق واحد فقط. هذه الميزة مفيدة عند مشاهدة فيديو تعليمي أو استخدام تطبيق مخصص للأطفال، وتمنع الخروج العشوائي أو العبث بالإعدادات.

وأخيرًا، لا ينتهي إعداد iPad للأطفال عند الخطوة الأولى. من المهم مراجعة الإعدادات بشكل دوري، مع تحديث نظام iPadOS باستمرار، لأن Apple تضيف تحسينات جديدة على أدوات الرقابة الأبوية بانتظام. كما أن احتياجات الطفل تتغير مع العمر، ما يستدعي تعديل القيود تدريجيًا بما يتناسب مع نضجه ومسؤولياته.

في المحصلة، إعداد iPad آمن للأطفال لا يعني تقييدهم بقدر ما يعني توجيه استخدامهم للتكنولوجيا بشكل صحي. ومع الأدوات الصحيحة، يمكن للجهاز أن يتحول من مصدر قلق إلى وسيلة تعليم وترفيه موثوقة داخل كل بيت.