رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

13 ألف حالة جديدة سنويا

«سرطان المثانة المتوغل عضليًا» تحدٍ صحي في مصر وتطورات علاجية لتحسين فرص الشفاء

بوابة الوفد الإلكترونية

يُعد سرطان المثانة من أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، حيث تشير الإحصاءات الطبية إلى تسجيل أكثر من 614 ألف حالة جديدة سنويًا عالميًا، ليحتل المرتبة التاسعة بين أكثر السرطانات انتشارًا. 

وتزداد خطورة المرض في صورته المتوغلة عضليًا، التي تخترق جدار المثانة وتتميز بارتفاع معدلات الارتجاع بعد العلاج مقارنة بالأورام السطحية.

وعلى المستوى المحلي، يمثل سرطان المثانة عبئًا صحيًا ملحوظًا في مصر، إذ تشير التقديرات إلى تسجيل نحو 13 ألف حالة جديدة سنويًا، ويأتي في المرتبة الثالثة بين أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال.

 وتوضح البيانات الطبية أن ما يقرب من 75 في المئة من الحالات تكون أورامًا سطحية غير متوغلة يتم علاجها بنجاح باستخدام المنظار والكحت وبعض العلاجات الموضعية، بينما تمثل الأورام المتوغلة عضليًا نحو 20 في المئة من الحالات، وهي الفئة الأكثر تعقيدًا من حيث العلاج ومعدلات عودة المرض.
ويرتبط سرطان المثانة بعدة عوامل خطر رئيسية، يأتي في مقدمتها التدخين الذي يُعد العامل الأكثر تأثيرًا في زيادة احتمالات الإصابة، إلى جانب السمنة، والتعرض المزمن لبعض المواد الكيميائية في بيئات العمل، والالتهابات المزمنة. كما لعبت عدوى البلهارسيا دورًا تاريخيًا في ارتفاع معدلات الإصابة في مصر نتيجة الالتهاب المزمن لبطانة المثانة، رغم تراجع نسبها خلال السنوات الأخيرة. ويؤكد الأطباء أن التقدم في العمر يظل عاملًا حاسمًا، حيث ترتفع معدلات الإصابة بشكل ملحوظ بين كبار السن.

د. خالد عبدالعزيز 
د. خالد عبدالعزيز 


وفي هذا السياق، أوضح الدكتور خالد عبد العزيز، استشاري علاج الأورام بجامعة عين شمس، أن سرطان المثانة المتوغل عضليًا يُعد من أكثر الأورام التي تتطلب تدخلًا علاجيًا مبكرًا وحاسمًا، مشيرًا إلى أن المرض يحتل ترتيبًا متقدمًا عالميًا، كما يمثل تحديًا صحيًا واضحًا في مصر، خاصة بين الرجال، مع ارتفاع معدلات الإصابة مع التقدم في العمر.
وتبدأ أعراض المرض غالبًا بوجود دم في البول، وهو العرض الأكثر شيوعًا وقد لا يكون مصحوبًا بألم، إلى جانب كثرة التبول والشعور بالحرقان أو الألم أثناء التبول. وفي المراحل المتقدمة، قد تظهر أعراض إضافية مثل آلام أسفل البطن أو الظهر، فقدان الوزن والشهية، الإرهاق العام، صعوبة التبول، وتورم القدمين، وهي أعراض قد تتشابه مع أمراض أخرى، ما يستدعي عدم تجاهلها واللجوء إلى الفحص المبكر.
ويعتمد تشخيص سرطان المثانة على مجموعة من الفحوصات تشمل تحاليل البول والدم، والتصوير الإشعاعي، ومنظار المثانة مع أخذ عينات نسيجية لتحديد مرحلة الورم بدقة. ويؤكد المتخصصون أن الاكتشاف المبكر ينعكس بشكل مباشر على نسب الشفاء، كما يُسهم في تقليل تكلفة العلاج ماديًا واجتماعيًا.

د. محمد عبدالله 
د. محمد عبدالله 


وفيما يتعلق بالعلاج، يشير الدكتور محمد عبد الله، أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، إلى أن الجراحة لا تزال تمثل ركيزة أساسية في علاج سرطان المثانة المتوغل عضليًا، خاصة استئصال المثانة بالكامل، موضحًا أن نحو 50 في المئة من المرضى الذين يخضعون لهذه الجراحة يواجهون خطر عودة المرض، وهو ما يبرز الحاجة إلى استراتيجيات علاجية داعمة تقلل من معدلات الارتجاع.
ويؤكد المتخصصون أن الاتجاه العلاجي الحديث يعتمد على البدء بعلاج دوائي داعم للجهاز المناعي قبل الجراحة، ثم التدخل الجراحي، يليها استكمال العلاج بعد العملية، وهو ما أسهم في تحسين نسب الشفاء والسيطرة على المرض مقارنة بالاعتماد على الجراحة وحدها. كما يشير الأطباء إلى أن العلاج الإشعاعي قد يكون جزءًا من الخطة العلاجية في بعض الحالات، لكنه لا يُعد الحل الأمثل كخيار وحيد في الأورام المتوغلة.


ومن جانبه، أوضح الدكتور حسن أبو العنين، أستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة المنصورة، أن استئصال المثانة قد يستدعي إنشاء مثانة بديلة أو تحويل مجرى البول باستخدام كيس خارجي، وهو ما يمثل تحديًا نفسيًا وثقافيًا لبعض المرضى في مصر، مشيرًا إلى أن المشكلة لا تكمن في الإجراء الطبي ذاته، بل في ضعف الوعي المجتمعي بكيفية التعايش مع التحويل البولي، مقارنة بالمجتمعات الأوروبية والأمريكية التي أصبحت أكثر تقبلًا لهذه الفكرة.

د. أحمد صيام
د. أحمد صيام


وفي هذا الإطار، أعلن الدكتور أحمد صيام، رئيس القطاع الطبي بشركة استرازينيكا  العالمية العاملة في مصر، عن اعتماد هيئة الدواء المصرية لاستخدام جديد لأحد العلاجات المناعية ضمن بروتوكولات علاج سرطان المثانة المتوغل عضليًا قبل الجراحة أو بعدها، في خطوة تعكس مواكبة التطورات الطبية العالمية في علاج هذا النوع من السرطان، وتهدف إلى تحسين النتائج العلاجية وتقليل فرص عودة المرض، دون الاقتصار على مسار علاجي واحد.
ويجمع الخبراء على أن سرطان المثانة، رغم خطورته في مراحله المتقدمة، يمكن السيطرة عليه بدرجة كبيرة عند اكتشافه مبكرًا، مؤكدين أن الحد من عوامل الخطر القابلة للتعديل مثل التدخين والسمنة، ورفع الوعي بالأعراض، والالتزام بالفحوصات الطبية الدورية، تمثل عناصر أساسية لتقليل عبء المرض وتحسين جودة الرعاية الصحية في مصر.