رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

علي جمعة: المناجاة سببٌ عظيمٌ لاستجابة الدعاء

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المناجاة سببٌ عظيمٌ لاستجابة الدعاء؛ فقد كان رسولُ الله ﷺ يناجي ربَّه ليلًا ونهارًا، يعلّمنا كيف نعبد ربَّنا وكيف نأنس به. وهي لحظاتُ صفاءٍ تَسمو فيها الروح، ويشرق القلب، وتَرقّ المشاعر، ولها لذّةٌ لو علمها الملوك لقاتلونا عليها؛ غير أن كثيرًا من الناس حُرموا خيرَها لغفلتهم عن أركانها.

أركان المناجاة

وأوضح فضيلتة الدكتور علي جمعة أن المناجاة لها خمسة أركان، وهم:

الإخلاص: أن تُخرج السِّوى من قلبك، ولا يبقى فيه إلا الله، فلا تسأل إلا الله، ولا تستعين إلا به، عملًا بقوله تعالى: ﴿وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، وامتثالًا لقول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»، و«إذا سألتَ فاسألِ الله… رُفعت الأقلام وجفّت الصحف»؛ فالإخلاص مبدؤه ومنتهاه توحيدٌ خالص.

الدوام والاستمرار: أحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلّ، فخذ من العمل ما تطيق، ولا تكن ممن يعمل زمنًا ثم يترك؛ فإن القليلَ الدائم يربي الصدق مع الله ويقرّب إجابة المناجاة.

التدبّر والتأمّل: أن تُحدّث ربك بعد تفكُّرٍ وتدبُّر؛ فالمناجاة لا تنفصل عن التدبر في "كتاب الله المسطور"  وهو القرآن، وعن التفكر في “كتاب الله المنظور” وهو الكون، وفي نعم الله وآياته؛ إذ المراد أن يتقدّم الوعيُ قبل السعي، كما نبّه الغزالي إلى أن الفكر مفتاح الأنوار وشبكة العلوم.

القلب الضارع: أن تناجي ربك بما في قلبك؛ تشكو له، وترجوه، وتتوسّل إليه، وتطلب منه بتضرّعٍ وصدق.

السِّرِّيّة: فالمناجاة سرٌّ بين العبد وربه لا يطّلع عليه أحد.

المناجاة
وأوضح فضيلته أن تحققت هذه الأركان عاد العبد إلى الله، فاستجاب له، فازداد إيمانه قوةً وصلابة. والمناجاةُ أوسع من الدعاء؛ فالدعاء قد يكون في الصلاة أو خارجها، أما المناجاة فهي خلوةٌ مع الله تشتمل على الدعاء، وقراءة القرآن، والتفكر والتدبر، والحديث مع الله؛ ولذلك عدّها أهلُ الله منزلةً عاليةً: «أهل الحديث مع الله»، وهي أرفع من الذكر والتلاوة والدعاء والخلوة لأنها تجمعها جميعًا.