فى مثل هذه الايـام من عام 1956، سطرت مدينتا «بورسعيد وبورفؤاد» ملحمة بطولية خالدة فى مواجهة العدوان الثلاثى. تلك المقاومة الشعبية لم تكن مجرد حدث عابر بل كانت درسًا قاسيًا لقوى استعمارية عظمى أكدت فيه أن الوطنية الصادقة وحب الوطن والتضحية من أجله هى الأسلحة الأقوى التى لا تعرف سوى النصر أو الشهادة.
ورغم التفاوت الكبير فى الإمكانات العسكرية بين المعتدين وأبناء المدينتين، إلا ان جزءًا صغيرًا من أرض الوطن استطاع ان يواجه بثبات وإصرار قوى استعمارية كبرى ليكسر اطماعها ويضع حدا لنفوذها.. وكان ذلك الانتصار بمثابة رسالة عالمية بأن الإيمان بالقضية والوحدة الوطنية يمكن ان يهزما أقوى الجيوش مهما كانت عدتها وعتادها.
فبورسعيد وبورفؤاد لم تقف عند حدود الدفاع عن أراضيها، بل أسهمتا فى كتابة فصل جديد فى تاريخ الكفاح الوطنى ضد الاستعمار. فصل أكد للعالم ان ارادة الشعوب قادرة على تغيير مسار التاريخ.
فانتصار أهالى بورسعيد مثل يحتذى به فى كل دول العالم لا شك فى ذلك، فهو لم يكن مجرد ذكرى أو تخليد للتاريخ، ولكن عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وشعبها فلا أحد يمكنه ان يتصور ان مدينة صغيرة تواجه 3 دول عظمى وتكتب النصر بإرادة وعزيمة مصرية لا مثيل لها فى العالم أبدا لذا تحظى هذه المدينة بمكانة خاصة فى قلوب المصريين جميعا وليس أبنائها فقط.
هذا التاريخ العريق والمكانة الخاصة جعل لها نصيبًا كبيرًا من اهتمام القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى اهتمت بدفع وتعزيز مكانة المدينة سياحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا لما تمتلكه من مقومات ومقاصد قادرة على جذب السائحين وتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية الضخمة وعلى رأسها نفقان أسفل قناة السويس ومشروعات الاسكان الاجتماعى وسوق الأسماك الجديد والذى تم إنشاؤه على الطراز الأوروبى ويعد أكبر سوق فى الشرق الأوسط والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد وتشغيل الأرصفة الجديدة بميناء شرق بورسعيد والتى شهدت تصدير أول شحنة فى الأول من مارس 2019.
مقومات بورسعيد الباسلة وضعتها فى دائرة اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى ودفعت إلى توجيهات سيادته بإنشاء مجمع صناعة السيارات متعددة الأغراض بالمنطقة الصناعية بشرق بورسعيد التابع للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس يستهدف توطين وتنمية صناعة السيارات فى مصر بالإضافة إلى توجيهات القيادة السياسية أيضًا للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء بزيارة بورسعيد للوقوف على أهم التطورات التى تشهدها المدينة.
أيضًا إعلان وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير عن بحث أولاً العراقيل والمعوقات أمام المستثمرين فى بورسعيد والكشف عن منطقة صناعية جديدة هناك. جميع هذه الجهود تؤكد اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بوضع بورسعيد فى مكانة تليق بها وبأهلها لتكون واحدة من أهم قاطرات التنمية فى مصر.