رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

سام ألتمان يكشف نقطة الضعف الكبرى في ذكاء جوجل الاصطناعي

بوابة الوفد الإلكترونية

في خضم السباق العالمي المحموم على ريادة الذكاء الاصطناعي، أطلق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لـ ChatGPT، تصريحات لافتة أثارت نقاشًا واسعًا في أوساط التكنولوجيا، بعدما حدد ما وصفه بـ«أكبر نقطة ضعف» في درع جوجل التقني، رغم اعترافه الصريح بقوة نموذجها الاقتصادي وهيمنتها التاريخية على سوق البحث.

ألتمان يرى أن المشكلة الأساسية لدى جوجل لا تتعلق بقلة الموارد أو ضعف القدرات التقنية، بل في الفلسفة التي تتبعها الشركة في دمج الذكاء الاصطناعي داخل منتجات قائمة بالفعل، بدلًا من بناء منتجات جديدة من الأساس تكون «مصممة حول الذكاء الاصطناعي» وليس مجرد إضافة ذكية إلى بنية قديمة.

ويؤكد ألتمان أن جوجل تمتلك واحدًا من أعظم نماذج الأعمال في تاريخ صناعة التكنولوجيا، إن لم يكن الأعظم على الإطلاق، لكنه يرى في الوقت نفسه أن هذا النجاح قد يتحول إلى عبء. فاعتماد الشركة الكبير على نموذج البحث التقليدي والإعلانات يمنحها قوة توزيع هائلة، لكنه يجعلها أبطأ في اتخاذ قرارات جذرية قد تهدد هذا النموذج أو تعيد تشكيله بالكامل.

بحسب ألتمان، فإن «تركيب» الذكاء الاصطناعي على محرك بحث مصمم في الأصل لعالم مختلف لن يكون كافيًا لمواكبة التحول القادم. ويعتقد أن عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب إعادة تصميم كاملة للمنتجات، من الفكرة الأولى وحتى طريقة الاستخدام، بما يتناسب مع عالم تكون فيه الخوارزميات والأنظمة الذكية في قلب التجربة، لا مجرد أداة مساعدة على الهامش.

وفي حديثه، أوضح ألتمان أن هذا المنطق كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت OpenAI إلى التفكير مبكرًا في الأجهزة والمنتجات الموجهة للمستهلك، مشيرًا إلى أن الفكرة لا تقتصر على البحث فقط، بل تمتد إلى مختلف مستويات الاستخدام اليومي للتكنولوجيا.

وعند سؤاله عن موجة «ملخصات الذكاء الاصطناعي» التي بدأت تظهر في تطبيقات المراسلة ومحركات البحث ومنصات الإنتاجية، قال ألتمان إن هذه الخطوات تمثل تحسنًا محدودًا، لكنها لا تعكس الصورة الكاملة لما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي مستقبلًا. فبالنسبة له، أن يقوم النظام بتلخيص الرسائل أو اقتراح ردود ذكية هو تطور مفيد، لكنه يظل بعيدًا عن الرؤية النهائية.

الرؤية التي يتحدث عنها ألتمان تتمحور حول «الوكيل الذكي» أو الـ AI Agent، وهو نظام قادر على العمل نيابة عن المستخدم، والتواصل مع وكلاء آخرين، واتخاذ قرارات مستقلة ضمن حدود معينة. هذا الوكيل، بحسب تصوره، يعرف متى يجب إزعاج المستخدم ومتى يتولى الأمور بنفسه، ويفهم السياق والأولويات بشكل أعمق من مجرد تقديم اقتراحات سريعة.

ويؤكد ألتمان أن هذه الفلسفة تنطبق على البحث كما تنطبق على تطبيقات الإنتاجية والعمل المكتبي، متوقعًا أن نشهد خلال السنوات المقبلة ظهور منتجات جديدة كليًا في فئات رئيسية، تكون مبنية من الصفر حول الذكاء الاصطناعي، وليس مجرد نسخ مطورة من أدوات قديمة.

ويرى ألتمان أن جوجل، رغم امتلاكها ميزة توزيع ضخمة بفضل مليارات المستخدمين، قد تجد نفسها مقيدة بنجاحها السابق، وهو ما يجعل هذه الميزة نفسها نقطة ضعف محتملة إذا لم تُحسن التعامل مع التحول الجذري الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي.

وفي جزء آخر من تصريحاته، عاد ألتمان بالذاكرة إلى عام 2023، معترفًا بأن جوجل كانت قادرة على «سحق» OpenAI لو أنها تعاملت بجدية أكبر مع التهديد الذي شكله ChatGPT في بداياته. وقال إن إطلاق جوجل لاحقًا لتحديثات قوية على محرك البحث، مدعومة بنموذج Gemini، جاء بعد فترة من التردد وعدم وضوح الرؤية.

وأوضح أن جوجل أعلنت في وقت ما حالة «الإنذار الأحمر» داخليًا بسبب تصاعد شعبية ChatGPT، لكنها – من وجهة نظره – لم تتحرك آنذاك بالسرعة أو الحدة الكافية من حيث المنتج وتجربة المستخدم.

هذه التصريحات تعكس قناعة متزايدة لدى قادة التكنولوجيا بأن معركة الذكاء الاصطناعي لن تُحسم فقط بحجم البيانات أو قوة النماذج، بل بالقدرة على إعادة تخيل المنتجات نفسها. وبينما تراهن جوجل على تطوير ما هو قائم، تراهن OpenAI وشركات ناشئة أخرى على بناء عالم جديد يكون الذكاء الاصطناعي فيه هو الأساس، لا الإضافة.

وفي ظل هذا المشهد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن جوجل من تجاوز قيود نجاحها السابق وإعادة ابتكار نفسها في عصر الذكاء الاصطناعي، أم أن اللاعبين الذين وُلدوا في هذا العصر سيحسمون السباق لصالحهم؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.