رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دعاء رؤية الهلال.. سُنّة نبوية مهجورة وبداية العدّ التنازلي لرمضان

بوابة الوفد الإلكترونية

ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان نتيجة استطلاع هلال شهر رجب، إذ تستطلع دار الإفتاء المصرية الهلال بعد غروب الشمس، إيذانًا بدخول أحد الأشهر الحُرُم التي ينتظرها كثير من المسلمين بشوق، لما تحمله من نفحات إيمانية، وكونها بداية العدّ التنازلي لاستقبال شهر الصيام، شهر رمضان المعظّم.

ومع هذا الترقب، تتجدد سُنّة نبوية يغفل عنها كثيرون، وهي الدعاء عند رؤية الهلال، وهي سُنّة ثابتة عن النبي ﷺ، تحمل معاني التوحيد، والتسليم لله، وطلب الخير والأمن والثبات مع بداية كل شهر هجري.

 

سُنّة نبوية مهجورة عند رؤية الهلال

مع بداية كل شهر قمري، اعتاد النبي ﷺ أن يستقبل الهلال بالدعاء، تأكيدًا على ارتباط الزمن بعبادة الله، واستحضارًا لمعاني العبودية والخضوع له سبحانه.

وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه إذا رأى الهلال قال:«اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»
رواه الترمذي وحسّنه.

ويدل هذا الحديث على مشروعية الدعاء عند رؤية الهلال، واستحباب المحافظة عليه مع كل شهر هجري، وليس في رمضان وحده.

 

دعاء آخر جامع ورد في السُّنّة

كما ورد في سنن الدارمي أن النبي ﷺ كان إذا رأى الهلال قال:«اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ».

ويُعد هذا الدعاء من الأدعية الجامعة التي تستحب عند ثبوت رؤية الهلال، لما يحمله من معانٍ عظيمة تتعلق بالأمن، والثبات على الإيمان، والتوفيق للطاعة.

 

دلالات إيمانية عميقة في دعاء رؤية الهلال

أوضح العلماء أن الدعاء عند رؤية الهلال ليس مجرد كلمات تُقال، بل يحمل معاني عقدية وتربوية عميقة، من بينها:

«أَهِلَّهُ»: أي اجعل ظهوره علينا واضحًا مقرونًا بالخير والبركة.

«بِالْأَمْنِ»: طلب السلامة من المصائب والفتن.

«وَالْإِيمَانِ»: الثبات على الإيمان وزيادته.

«وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ»: السلامة في الدين والدنيا.

«رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»: تأكيد صريح لمعنى التوحيد، وتنزيه الله عن الشرك، وردٌّ على كل مظاهر التعلّق بغير الله.

ويأتي هذا المعنى متسقًا مع قول الله تعالى:﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾
[سورة الإسراء: 44]

 

تكرار الدعاء مع كل شهر.. مدرسة إيمانية سنوية

كان النبي ﷺ يكرر هذا الدعاء مع كل شهر قمري، أي اثنتي عشرة مرة في السنة، وكأنه يعلّم الأمة أن تستفتح أوقاتها بطلب الخير والتوفيق، وربط بداياتها الزمنية بالله سبحانه.

كما يحمل هذا التوجيه النبوي دعوة صريحة للاهتمام برؤية الهلال، لما يترتب عليها من عبادات عظيمة مرتبطة بدخول الشهور، مثل الصيام، وتحديد المواقيت الشرعية، وتنظيم العبادات الموسمية.

 

أدعية مستحبة في شهر رجب

ومع دخول شهر رجب، يُستحب الإكثار من الدعاء، ومن ذلك:

اللهم اجعل هذا الشهر شهر نور وهداية، واملأ قلوبنا بالإيمان والخشوع.

اللهم بارك لنا في رجب، واجعلنا فيه من المقبولين، واغفر لنا ذنوبنا.

اللهم اجعل رجب شهر رحمة ومغفرة، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

اللهم أعنّا في هذا الشهر على الطاعة، وجنّبنا المعاصي، ووفّقنا لما تحبه وترضاه.

اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلّغنا رمضان، وأعنّا على الصيام والقيام وحفظ اللسان وغض البصر.

 

رجب بوابة الاستعداد الروحي لرمضان

يؤكد العلماء أن شهر رجب ليس له عبادات مخصوصة، لكنه محطة تربوية وإيمانية مهمّة، يُستعد فيها بالتوبة، وكثرة الذكر، وإصلاح القلوب، استعدادًا لشعبان ثم رمضان، حتى يدخل المسلم شهر الصيام بقلب سليم ونفس مطمئنة.