السلطات المغربية تفعل خطة عاجلة لإيواء ضحايا فاجعة فاس
بدأت السلطات المغربية تنفيذ تدابير عاجلة لدعم الناجين والمتضررين من انهيار بنايتين سكنيتين بحي المستقبل بفاس بعد توجيهات ملكية سامية، في تحرك استثنائي يهدف إلى التكفل الكامل بالضحايا والجرحى.
فعلت السلطات المغربية سلسلة إجراءات عاجلة لإيواء ضحايا فاجعة فاس وتقديم الدعم الكامل للناجين والمتضررين من انهيار بنايتين سكنيتين بحي المستقبل بالمنطقة الحضرية المسيرة ليلة الثلاثاء – الأربعاء، تنفيذا لتعليمات ملكية سامية، وتركزت هذه الجهود على توفير مأوى عاجل وتقديم كافة احتياجات المصابين والمتضررين في خطوة إنسانية شاملة.
نقل الناجين وتوفير الإيواء والتغذية
نقلت السلطات المغربية الناجين والجيران المتضررين فورا إلى أحد فنادق وسط فاس، حيث تكفلت بجميع احتياجاتهم من إقامة وتغذية، في انتظار إيجاد حلول سكنية دائمة، ضمن مقاربة تراعي حجم الخسائر الناجمة عن الحادث.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن التدابير تضمنت متابعة دقيقة للمتضررين لضمان توفير كل السبل الإنسانية التي يحتاجونها خلال هذه الأزمة.
التكفل بمراسيم الدفن وإقامة بيوت العزاء
أشرفت السلطات على كافة مراسيم دفن الضحايا وإقامة بيوت العزاء في مكان الفاجعة، بما يشمل توفير الخيام والتغذية للمعزين، بهدف دعم أسر الضحايا في هذا الظرف الصعب.
وامتد هذا الدعم إلى مناطق خارج المدينة، حيث شمل التكفل بأسر ضحايا من جماعة تيسة بإقليم تاونات، بتنسيق بين والي الجهة وعامل الإقليم لتخفيف الأعباء المالية واللوجستية على الأسر المكلومة.
رعاية المصابين والمصابين بجروح متفاوتة
نقل المصابون إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي العلاجات اللازمة، حيث عملت الفرق الطبية على تقديم الرعاية المكثفة وفق خطورة الإصابات المسجلة، مع متابعة دقيقة لحالتهم الصحية لضمان استقرارهم وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية بأسرع وقت ممكن.
فتح التحقيق القضائي والإداري لتحديد المسؤوليات
فتحت النيابة العامة المختصة تحقيقا قضائيا لتحديد ملابسات حادث انهيار البنايتين، بالتوازي مع تحقيق إداري وتقني أسند إلى مكتب دراسات متخصص لجمع كافة المعطيات الفنية المتعلقة بالبناء وتحديد الأسباب المحتملة للانهيار، ورصد أي اختلالات شابت عمليات البناء والتعمير، وتهدف هذه التحقيقات إلى تحديد المسؤوليات القانونية والإدارية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الفواجع.
حصيلة الضحايا النهائية
ارتفعت حصيلة ضحايا فاجعة فاس إلى 22 وفاة و25 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة بعد انتهاء عمليات البحث وإزالة الأنقاض، في أعقاب انهيار بنايتين شيدت سنة 2006 ضمن برنامج "فاس بدون صفيح" لفائدة سكان دوار عين السمن.
وقد ركزت السلطات المغربية على توفير الدعم الكامل للناجين وضمان تكفل شامل بالمصابين والضحايا، وفق خطة عاجلة تنفذ تحت إشراف مباشر من القيادة المحلية والجهوية.