احذر .. تلوث حبوب الإفطار الشهيرة بمواد كيميائية خطرة
حبوب الإفطار .. أصدر علماء أوروبيون تحذيرًا عاجلًا بعد أن كشفت دراسة حديثة عن تلوث واسع في منتجات الحبوب بمادة كيميائية تعرف باسم حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك TFA وهي إحدى المواد المصنفة ضمن مجموعة PFAS الشهيرة باسم المواد الكيميائية الأبدية بسبب مقاومتها للتحلل في البيئة.
وأوضحت الدراسة التي أجرتها شبكة العمل الأوروبية لمكافحة المبيدات أن هذه المادة ظهرت في غالبية المنتجات التي جرى اختبارها في ست عشرة دولة أوروبية.
نتائج صادمة حول تلوث المنتجات الغذائية
أظهرت التحاليل وجود TFA في واحد وثمانين في المئة من العينات البالغ عددها ستة وستين منتجًا يشمل الحبوب الجاهزة والخبز بأنواعه والدقيق والبسكويت والكرواسون ومعكرونة القمح.
وسجلت المنتجات المشتراة من أيرلندا أعلى نسب التلوث إذ بلغت تركيزات المادة في بعض أنواع الحبوب ثلاثمئة وستين ميكروجرامًا لكل كيلوجرام وهي نسبة تفوق تركيزها في مياه الشرب بأكثر من مئة ضعف.
وكشفت البيانات عن تلوث مرتفع لمنتجات القمح مقارنة بالحبوب الأخرى إذ ظهر أنها تحتوي المادة بمستويات أعلى بنحو سبع مرات.
تأثيرات صحية خطيرة تربطها الأبحاث العلمية بالمواد الكيميائية الأبدية
حذرت تقارير علمية من أن مادة TFA تحمل خصائص مقلقة ترتبط باضطرابات التنفس والكبد وتطور الجنين.
وربطت دراسات واسعة مجموعة PFAS بالعقم وارتفاع الكوليسترول والعيوب الخلقية وبعض أنواع السرطان. وأكدت أن الغذاء إضافة إلى مياه الشرب يمثل أحد أهم مسارات دخول هذه المواد إلى الجسم.
وأشارت إلى أن استنشاق المادة يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والسعال وضيق التنفس.
دعوات لحظر المواد الكيميائية الخطرة في الزراعة
دعت أنجيليكي ليسيماتشو رئيسة العلوم والسياسات في شبكة العمل الأوروبية إلى حظر عاجل للمبيدات التي ينبعث منها TFA مؤكدة أن تعرض الأطفال والحوامل لهذه المواد يمثل خطرًا مباشرًا على الصحة الإنجابية.
وأوضحت تقارير داعمة أن تراكم المادة في القمح قد يرجع إلى كميات كبيرة من المبيدات المستخدمة أو لطبيعة النبات التي تسمح بامتصاصها بشكل أسرع.
مطالب تشريعية لحماية المستهلكين
طالبت الجهات العلمية المنظمات الرقابية الأوروبية بتحديد سقف آمن لمستويات TFA في الغذاء وحظر مبيدات PFAS كافة مشيرة إلى أن تلوث الحبوب ليس إلا جزءًا من مشكلة أوسع تشمل النبيذ والمياه والمزروعات الأخرى.
وكشفت تحليلات سابقة عن انتشار واسع لهذه المادة في مصادر متعددة مما يعزز المخاوف بشأن تأثيرها طويل الأمد على البيئة وصحة الإنسان.