اليونسكو يدعم جهود تحديث التعليم الجامعي العربي.. والملتقى الدولي يصدر حزمة توصيات
اختتم الملتقى الدولي لتطوير برامج التعليم الجامعي في الدول العربية أعماله هذا الأسبوع بجامعة الخليج العربي، والذي نُظم بالتعاون مع مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، مُصدراً مجموعة من التوصيات الداعمة لتطوير منظومات التعليم العالي العربية، وجعلها أكثر مرونة وجاهزية لمتطلبات سوق العمل في المستقبل.

وأكد المشاركون أهمية تنفيذ قرار المؤتمر التاسع عشر لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والخاص باعتماد "الإطار المرجعي العربي لتطوير برامج التعليم الجامعي في ضوء مهارات ومهن المستقبل"، باعتباره وثيقة محورية لتحديث البرامج الأكاديمية، وذلك بالتعاون بين مركز اليونسكو بالرياض والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو".
وشدد الملتقى على ضرورة مواءمة سياسات التعليم العالي مع أهداف التنمية المستدامة 2030، من خلال تصميم برامج تعليمية مرنة وبينية، وضمان العدالة في فرص اكتساب المهارات، لاسيما للفئات الأقل وصولًا إلى التكنولوجيا.

وتضمنت التوصيات الدعوة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات استشراف المستقبل، وتطوير مناهج متعددة التخصصات تُدمج فيها التكنولوجيا والمهارات الرقمية والإبداع والتفكير النقدي وريادة الأعمال، إلى جانب إعادة توجيه البحث العلمي نحو التحديات الوطنية والإقليمية، وإنشاء مراكز بحثية للتقنيات الناشئة، وتطوير برامج متخصصة في الأمن السيبراني وعلوم البيانات، مع الاستثمار في البنية التحتية الذكية.
كما دعا المشاركون إلى إشراك الشباب في صنع القرار ودعم مشاريعهم الريادية، وإنشاء وحدات جامعية تُعنى برصد التحولات المهنية وربطها بالبرامج الأكاديمية، بما يعزز قدرة الجامعات العربية على التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل والطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.
وأكد الملتقى أهمية تحديث المناهج الجامعية عبر دمج العلوم الإنسانية والاجتماعية مع التكنولوجيا، وتضمين مهارات التفكير النقدي والإبداع والمهارات الرقمية والذكاء العاطفي والتعلم القائم على المشاريع، بهدف إعداد جيل قادر على التعامل مع قضايا التنمية المستدامة وحل المشكلات الواقعية.
وفي ملف البحث العلمي، شددت التوصيات على توجيه الجهود البحثية نحو القضايا المحلية والإقليمية، وإنشاء مراكز متخصصة في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب دعم الحاضنات الابتكارية وصناديق تمويل البحث بالشراكة مع القطاع الخاص.
كما أوصى الملتقى بدعم الابتكار والذكاء الاصطناعي من خلال الاستثمار في البنية التكنولوجية، وتوفير برامج تدريبية متخصصة، وإنشاء مختبرات للتقنيات الحديثة، مع التأكيد على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والاجتماعية في تطبيقاتها.
واختتم الملتقى جلساته بالتأكيد على أن هذه التوصيات تمثل خطوة استراتيجية نحو تحويل الجامعات العربية إلى مؤسسات تعليمية وبحثية قادرة على استشراف المستقبل وإعداد الكفاءات المؤهلة لاقتصاد المعرفة.
وشهد الملتقى مشاركة واسعة من وزراء التعليم العالي العرب، ورؤساء جامعات وخبراء تربويين، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من مؤسسات إقليمية ودولية، بينها اتحاد الجامعات العربية، مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومكتب اليونسكو بالدوحة.