أون لاين
مسابقة «ديجيتوبيا» ليست مجرد حدث سنوى لتكريم المواهب الشابة، بل هى انعكاس حى لرؤية مصر الرقمية فى بناء جيل قادر على تحويل التكنولوجيا إلى أدوات إبداعية تخدم المجتمع، رؤية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واضحة، الإنسان هو القائد الحقيقى للتكنولوجيا، والتكنولوجيا وسيلة لتحقيق التنمية والابتكار، لا غاية فى حد ذاتها.
تميزت «ديجيتوبيا» بشموليتها الكبيرة، إذ فتحت الباب أمام جميع الأعمار من 10 سنوات حتى 35 عامًا، عبر أربع فئات عمرية تراعى مراحل النمو المختلفة، بدءًا من فئة «مستكشف الأثر» للطلاب فى المرحلة الابتدائية، مرورًا بفئة «صانع الأثر» للمرحلة الإعدادية والثانوية، وفئة «مبتكر الأثر» لطلاب الجامعات، وصولًا إلى فئة «قائد الأثر» للخريجين ورواد الأعمال، هذه الفئات العمرية المتنوعة تمنح الشباب بيئة تنافسية محفزة، وفرصة لتطوير المهارات العملية واكتساب الخبرات، إلى جانب تكوين شبكة علاقات قوية مع زملائهم فى عالم الابتكار الرقمى.
وتتركز قوة المسابقة فى مساراتها الثلاثة التى تمثل مستقبل التكنولوجيا: البرمجيات والذكاء الاصطناعى، الأمن السيبرانى، والألعاب والفنون الرقمية، فالذكاء الاصطناعى أصبح أداة أساسية لإيجاد حلول مبتكرة فى مجالات الصحة والتعليم والزراعة والطاقة، بينما يمثل الأمن السيبرانى الدرع الواقى لحماية البيانات الرقمية التى أصبحت ثروة استراتيجية للدولة، أما الألعاب والفنون الرقمية، فتجسد قدرة الشباب على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس نابض بالحياة، مع الحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز الثقافة المحلية بأساليب مبتكرة وجذابة.
المسابقة لم تكن مجرد عرض للمشاريع، بل شكلت منصة للتفاعل مع شركاء محليين ودوليين من بينهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، وسيسكو، وهواوى، والمصرية للاتصالات، وأورنج وفودافون، لتوجيه المتسابقين وتمكينهم من المنافسة على مستوى عالمى، هذه الشراكات تعكس استراتيجية واضحة لتعزيز الشمولية الرقمية وإتاحة الفرصة لجميع الشباب والفتيات وذوى الهمم، بما يحقق أهداف التحول الرقمى والتنمية المستدامة.
وبجانب الجوائز المالية التى تجاوزت قيمتها 10 ملايين جنيه، يكمن الأثر الحقيقى للمسابقة فى تطوير مهارات الشباب، وغرس روح الابتكار لديهم، وتعزيز الثقة بقدرتهم على تقديم حلول رقمية مبتكرة، فالمسابقة تعلم المشاركين أن التميز ليس فى الفوز فقط، بل فى الخبرات المكتسبة، والعمل الجماعى، والقدرة على تحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية قابلة للتطبيق.
فى نهاية المطاف، تثبت «ديجيتوبيا» أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة من الشباب المبدع، وأن الاستثمار فى العقول هو الطريق الأسرع لبناء مجتمع رقمى متقدم، هذه المسابقة نموذج يحتذى به، ليس فقط فى مصر، بل على مستوى العالم، لأنها تجمع بين التعليم، الإبداع، ريادة الأعمال، والتكنولوجيا فى منصة واحدة متكاملة، «إبداع رقمي» ليس مجرد عنوان، بل هو رسالة واضحة للشباب، مستقبلنا الرقمى بيدكم، فكونوا أبطاله.