«ولنا فى الخيال حب».. تجربة رومانسية بعيدة عن زحمة الحياة
أحمد السعدنى: وافقت على الفيلم بسرعة وكلنا مررنا بالفقد فى حياتنا
المنتج صفى الدين محمود: أعتبره فيلمًا وطنيًا عن أكاديمية الفنون
خالد حماد: الموسيقى مستوحاة من عالم الأكاديمية
مايان السيد: دور «وردة» أنقذنى على المستوى الشخصى
يأتى فيلم ولنا فى الخيال حب كواحد من تلك الأعمال التى تُراهن منذ اللحظة الأولى على تقديم الرومانسية فى صورتها الراقية، بعيدًا عن المبالغة أو التكلّف، مقتربًا من مشاعر الإنسان كما هى: بسيطة، صادقة، وعميقة. يعتمد الفيلم على لغة بصرية شاعرية تستثمر فى المواقع الطبيعية الحقيقية، وهو رهان ناجح يمنحه إحساسًا بالواقعية والجمال فى آنٍ واحد، حيث تتحوّل الطبيعة إلى شريكٍ ثالث فى الحكاية، يرافق الأبطال ويعكس حالاتهم الشعورية دون افتعال.
وليس اختيار أكاديمية الفنون موقعًا للتصوير تفصيلًا عابرًا؛ فذلك القرار يُضفى على العمل بُعدًا خاصًا، لأن المكان نفسه يحمل ذاكرة فنية كثيفة ويشكّل حلمًا مشتركًا لكل فنان أو صانع محتوى. لذلك يصبح الفيلم قريبًا من قلب كل من مرّ فى أروقة هذا الصرح، فيشعر بأنه يعيد اكتشاف المكان من زاوية جديدة، أكثر دفئًا وشاعرية.
إن هذا العمل لا يكتفى بتقديم قصة رومانسية، بل يحتفى بجماليات السينما نفسها، ويذكّرنا بأن الخيال قد يكون الطريق الأكثر صدقًا للوصول إلى الحقيقة.
«الوفد» التقت بفريق العمل الذين تحدّثوا عن التجربة بشغف كبير، وعن الفيلم قال «السعدنى» إن المخرجة سارة رزيق قابلته بعد مكالمة مع صفى الدين محمود، وبعدما تحدثت معه عن الفيلم وافق على الفور رغم أنه متردد جدًا فى حياته العملية. وأضاف أن اتخاذ قرار العمل بهذه السرعة أمر غير معتاد بالنسبة له، كما أنهم خاضوا بروفات كثيرة، وحفظ جميع الأدوار.
وتابع أنه فى أول يوم تصوير ذهب إلى سارة وقال إنه فخور بها، رغم كثرة الاختلافات بينهما فى وجهات النظر، فهى شخصية قوية للغاية. وبعدما شاهد نسخة العمل قال لها إنها تجاوزت حدود الثقة بمراحل، فهى مخرجة موهوبة ومتميزة للغاية.
بينما تحدّث صفى الدين محمود عن الفيلم مؤكدًا شكره للمخرجة سارة رزيق على صنعها فيلمًا متميزًا يفخر بإنتاجه، ووجّه الشكر لكل فريق العمل. وتابع أنه فخور بالتعاون مع نخبة من صنّاع السينما الذين يقدمون فيلمًا روائيًا طويلًا لأول مرة، فهم جميعًا يصنعون الفيلم من قلوبهم، ويتمنى أن يكون خطوة مختلفة لهم.
وأضاف أنه حين أرسل السيناريو للفنان خالد كمال ليظهر فى مشهدين فقط، أعجب به كثيرًا وقال له: «عاوز آجى من غير فلوس» من شدّة إعجابه بالفيلم.
وقال إن «سارة» أرسلت له الفيلم كصديق فى البداية، فأخبرها أن هذا فيلم يجب أن تصنعه الدولة، لأن لدينا أماكن تصوير رائعة فى مصر، وحصل على السيناريو منها، وكان أول طلباتها أن يقوم بتأليف الموسيقى خالد حماد.
ووجّه صفى الدين محمود الشكر للمنتجة باهو بخش، مؤسسة شركة «ريد ستار» ومنتجة الفيلم، لأنها كانت تدعم بسخاء ولم تبخل على الفيلم بأى شىء. أما عن تعامله مع أماكن التصوير، فقد ذهب لمؤسسات الدولة للحصول على التصاريح، ثم واجه طارئة وهى تطوير معهد السينما، فقاموا بترميم المبنى القديم خلال شهر، ثم تم التصوير فى شهر آخر، وكل ذلك بدعم كبير ولأجل سارة لأنها ابنة الأكاديمية، لذلك وجّه الشكر للدكتورة غادة جبارة. أما التصوير فى الأوبرا فكان صعبًا للغاية نظرًا لارتفاع التكلفة، إلى أن قابلوا وزير الثقافة الذى قدم بعض التسهيلات، للتصوير داخل العديد من الأماكن بدار الأوبرا المصرية.
وقال خالد حماد: إن المرجعية الموسيقية كانت الجو العام للفيلم؛ فأصل الفكرة مستوحى من باليه «كوبيليا»، وهم جميعًا تربّوا فى الأكاديمية واعتادوا سماع هذه الأصوات من معهد الباليه. لذا جاءت موسيقى الفيلم منتمية لهذا العالم. وأضاف أن الخلفية الخاصة بالشخصيات تضم تفاصيل مقصودة، وكان هناك تخوّف من وجود أغنيتين فى نهاية الفيلم، لكن التوفيق جاء من عند الله. وأكد أن العمل مع باهو بخش وصفى الدين كان مختلفًا، فهو شخص يعشق السينما ويمثل قيمة نادرة فى هذه الصناعة.
وقالت مايان السيد إنها مرت بفترة توهان وكانت تحتاج أن يراها أحد بشكل مختلف عن الأدوار النمطية المعتادة، وبدأت تفكر فى الاستسلام، حتى قابلت المخرجة سارة رزيق فوجدت نفسها تقبل الدور وترغب فى العمل على نفسها فى الرقص والغناء لأنها كانت تحتاج هذا الدور.
وأضافت أنها عاشت شخصية وردة وكانت تذهب إلى الأوبرا وأكاديمية الفنون، فهذا الدور أنقذها على المستوى الشخصى قبل المهنى.
وتحدّث مهندس الديكور حمزة طه قائلًا: إن الفيلم ملىء بالتفاصيل، وكان لديه تخوّف من الميزانية، لكنه وجد سخاءً من شركة الإنتاج ودعمًا كبيرًا، وهذا أول فيلم روائى طويل له. وأكد أنه كلما شاهد الجمهور الفيلم أكثر، لاحظ تفاصيل جديدة، فكل العناصر تكمل بعضها.