رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

خطبة الجمعة

تكريم كبار السن واكرامهم

بوابة الوفد الإلكترونية

حددت وزارة الأوقاف خطبة اليوم الجمعة بعنوان «تكريم كبار السن وإكرامهم».

إِنَّ احترامَ كبارِ السنِّ وتوقيرَهم قيمةٌ عليا من القيمِ الإسلاميةِ، ومن هذا المنطلقِ أطلقتْ وزارةُ الأوقافِ مبادرةَ «صححْ مفاهيمَك» لتصحيحِ المفاهيمِ المغلوطةِ، ونشرِ قيمِ الاحترامِ والتوقيرِ، ومنها: موضوعُ هذا اللقاءِ تحتَ عنوانَ: «توقيرُ كبارِ السنِّ وإكرامُهم». 

لقد اهتمَّ الإسلامُ اهتمامًا كبيرًا بالمسنينَ وكبارِ السنِّ والشيوخِ؛ وذلك لأنهم فى مرحلةِ الضعفِ العمريةِ؛ والإنسانُ أحوجُ ما يكونُ للعونِ والمساعدةِ فى هذه المرحلةِ؛ وقد أشار القرآنُ الكريمُ إلى مراحلِ الإنسانِ العمريةِ فى قولِه تعالى:{ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (الروم : 54). وقد قيلَ قديمًا: أن الطفولةَ قوةٌ لا عقلَ لها؛ وأن الشيخوخةَ حكمةٌ لا قوةَ لها، والشبابُ يجمعُ الاثنينَ القوةَ والحكمةَ

لهذا حثَّنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم على رعايةِ المسنينَ وذوى الشيبِ وكبارِ السنِّ؛ فعَنْ أَبِى مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِى الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ؛ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِى فِيهِ وَالْجَافِى عَنْهُ؛ وَإِكْرَامَ ذِى السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ». (أبو داودَ والطبرانيُّ بسندٍ حسنٍ).

إنَّ الإسلامَ حفظَ للإنسانِ كرامتَهُ وتوقيرَهُ، فأمرَ بإكرامِه عندَ شيبتِه وحثَّ على القيامِ بشئونِه، وهو النموذجُ الذى جسَّدتْهُ ابنتا شعيبٍ عليهِ السلامُ اللتانِ قالتا: {لا نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} (القصصُ: 23).

إنَّ الإسلامَ حثَّنا على الأخلاقِ العاليةِ والبرِّ والإحسانِ مع المسنينَ مسلمينَ وغيرِ مسلمينَ؛ حتى فى الحروبِ والغزواتِ!! ففى الحربِ التى تأكلُ الأخضرَ واليابسَ وتزهقُ فيها الأرواحُ وتدمَّرُ المدنَ والقرى ويموتُ الصغيرُ والكبيرُ؛ أمرَ الإسلامُ بحسنِ معاملةِ الضعفاءِ من الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ المسنينَ

فعليكُم بالاحترامِ والتوقيرِ لكلِّ أفرادِ المجتمعِ، ولنكنْ قدوةً لغيرِنا فى توقيرِ كبارِ السنِّ، ولذلك ضُرِبَ بالأحنفِ بنِ قيسٍ المَثلُ فى الحلمِ والاحترامِ، فقيلَ لهُ: كيفَ وصلتَ إلى هذهِ المنزلةِ؟ فقالَ: ما آذانيِ أحدٌ إلَّا أخذتُ فى أمرِهِ بإحدى ثلاثٍ: إنْ كانَ فوقيِ عرفتُ لهُ فضلَهُ، وإنْ كانَ مثلِى تفضَّلتُ عليهِ، وإنْ كانَ دونيِ أكرمتُ نفسيِ عنهُ.

 وهكذا بالاحترامِ المتبادلِ والتقديرِ وتكريم كبار السن، يسودُ الودُ والحبُّ والصفاءُ بين أفرادِ المجتمعِ.