رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

في رحاب آية

بوابة الوفد الإلكترونية

قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾(القمر: 17)

 

تُعلِّمنا هذه الآية الكريمة أن الله تعالى سهَّل القرآن وجعله ميسورًا للحفظ والفهم والتذكّر، حتى لا تكون حُجّة لأحد في تركه أو الانصراف عنه. فالهداية طريقها مفتوح، والعلم مبذول، والقرآن كتابٌ أنزل ليسير مع الناس في حياتهم، يذكّرهم ويهديهم ويقوّم خطاهم.

 

وقد قال الإمام الطبري في تفسيرها: “يسَّرناه للحفظ ولمن أراد أن يتذكر ويتعظ بما فيه.” بينما يعلّق الإمام ابن كثير قائلاً: “أي سهَّلنا ألفاظه، ويسرنا معانيه لمن أراد التدبر والاتعاظ.” وهذا الإجماع من كبار المفسرين يبين أن الإشكال ليس في القرآن، بل في استعداد القلب وسعي الإنسان للانتفاع به.

 

وفي زماننا، تتجلى دعوة الآية في سلوك المسلم اليومي:

 فمع انتشار المصاحف، والتطبيقات، والدروس الرقمية، أصبح الوصول إلى القرآن أيسر من أي وقت مضى، لكن يبقى السؤال الذي تطرحه الآية قائمًا: هل من مدّكر؟ أي هل من قلبٍ يريد التذكر؟ ومن عقلٍ ينوي العمل؟

 

وتطبيق الآية في حياتنا يبدأ بخطوات بسيطة وعميقة في الوقت نفسه:

– تخصيص وقت قصير يوميًا لتلاوة الآيات بتدبر.

– محاولة حفظ ما تيسر، ولو آية في الأسبوع، فالتيسير وعدٌ إلهي.

– الاستفادة من شروح العلماء الموثوقين لتثبيت الفهم الصحيح.

– تحويل رسائل القرآن إلى سلوك عملي في الأخلاق والمعاملات.

 

إنها آية تُذكّرنا بأن هذا الكتاب العظيم أقرب إلينا مما نتصور، وأن بركته تُنال بالإقبال الصادق لا بالكثرة أو المشقة، فالتيسير منه سبحانه، والهداية لمن يطرق بابها.