قصة موظف.. سقوط أنهى حياته داخل محكمة ههيا
شهدت محكمة ههيا الابتدائية بمحافظة الشرقية، اليوم الخميس، واقعة مأساوية أثارت حالة من الحزن والدهشة بين العاملين والمترددين على مقر المحكمة، بعدما أقدم أحد موظفيها على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من الطابق الرابع داخل صالة المحكمة، في لحظة صادمة هزّت الجميع.
وكانت الأجهزة الأمنية بالشرقية قد تلقت إشارة من مستشفى ههيا المركزي بوصول موظف تابع للنيابة العامة جثة هامدة، بادعاء سقوط من علو.
وعلى الفور، انتقلت قوة من الشرطة إلى المستشفى لمتابعة البلاغ، فيما توجه فريق آخر إلى مقر المحكمة بمدينة ههيا لمعاينة موقع الحادث واستكمال إجراءات الفحص والتحري.
وبحسب المعاينة الأولية والتحقيقات المبدئية، تبين أن المتوفى يُدعى «وحيد . م»، ويعمل موظفًا بالنيابة العامة بمحكمة ههيا الابتدائية.
وكشفت التحريات أن الموظف ألقى بنفسه من الطابق الرابع داخل المحكمة أثناء ساعات العمل، ليسقط على الأرض جثة هامدة نتيجة إصابات بالغة لم تمهله فرصة للحياة.
وأفادت مصادر في محيط العمل بأن المتوفى كان يعاني خلال الفترة الماضية من أزمة نفسية حادة، أثرت على استقراره النفسي وسلوكه اليومي، مرجّحين أن تكون تلك المعاناة وراء إقدامه على اتخاذ هذا القرار المأساوي.
وأشار بعض زملائه إلى أنه كان يمر بحالة من الاضطراب النفسي، لكنه لم يفصح كثيرًا عما يعانيه، بينما أكد آخرون أنه بدا عليهم مؤخرًا أنه يواجه ضغوطًا نفسية شديدة.
وقال شهود عيان إن لحظة وقوع الحادث تسببت في حالة من الارتباك داخل المحكمة، مشيرين إلى أن الموظف كان قد صعد إلى الطابق الرابع قبل أن يفاجئ الجميع بإلقاء نفسه ليهوي داخل صالة المحكمة.
وتم استدعاء الإسعاف على الفور، ونقله إلى المستشفى، إلا أن المحاولات لم تفلح لأنه كان قد فارق الحياة فور سقوطه.
وباشرت الأجهزة الأمنية إجراءاتها في موقع الحادث، وقامت برفع الآثار وسماع أقوال بعض الموظفين الذين تواجدوا وقت وقوع الحادث، كما جرى التحفظ على الجثمان داخل ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
وتولت النيابة العامة التحقيقات، وقررت انتداب مفتش الصحة لإعداد التقرير الطبي اللازم حول أسباب الوفاة، مع فحص وجود أي شبهة جنائية من عدمه.
كما أمرت النيابة بالاطلاع على كاميرات المراقبة داخل المحكمة لتوثيق اللحظات السابقة للحادث بدقة، وسماع أقوال زملائه وأفراد أسرته للوقوف على حالته النفسية قبل انتحاره.
وبعد انتهاء الإجراءات الأولية، صرحت النيابة العامة بدفن الجثمان، مع استمرار التحقيقات لاستكمال بقية الجوانب الفنية والقانونية المتصلة بالواقعة.
وتفتح هذه الواقعة المأساوية باب التساؤلات حول الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها بعض الموظفين والعاملين في مواقع العمل المختلفة، والحاجة إلى تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي داخل المؤسسات الحكومية لحماية الأفراد من الانهيار النفسي الذي قد يقود إلى نهايات مأساوية كهذه.







