منح الجنسية اللبنانية لرئيس الفيفا.. خطوة تكريمية تتحول إلى أزمة حقوقية في بيروت
تحوّل منح رئيس الفيفا جياني إنفانتينو الجنسية اللبنانية إلى محور نقاش واسع في البلاد، بعد أن أعلن الرئيس جوزيف عون عن الخطوة خلال زيارة رسمية قادها إنفانتينو برفقة زوجته اللبنانية ، ورغم أن القرار جاء في إطار تكريم إنفانتينو لما يعتبره لبنان دعمًا مباشرًا لتطوير كرة القدم، إلا أنه فتح الباب مجددًا أمام قضية شائكة تتعلق بحق المرأة اللبنانية وحقها في منح جنسيتها لأفراد أسرتها.
في التفاصيل، جاء منح الجنسية كجزء من بروتوكول رسمي يهدف إلى تعزيز علاقة لبنان بالمؤسسات الرياضية العالمية، غير أن منظمات حقوقية، وعلى رأسها منظمة "شريكة ولكن"، رأت أن التوقيت والسياق يكشفان خللًا قانونيًا وأخلاقيًا في التعامل مع ملف الجنسية. وقالت المنظمة إن آلاف النساء اللبنانيات يعانين من نتائج هذا القانون المجحف، إذ لا يملكن حق منح الجنسية لأطفالهن، بينما تُمنح الجنسية لشخصيات أجنبية بدافع التكريم.
وشددت المنظمة في بيانها على أن القانون الحالي يُبقي أسرًا كاملة في وضع قانوني هش، بينما تتجاهل الدولة المطالبات الإصلاحية التي يتكرر طرحها منذ سنوات.
واعتبرت أن تكريم الشخصيات الدولية بمزايا قانونية يعكس "ازدواجية في المعايير" و"إهمالًا لمعاناة النساء اللبنانيات وأطفالهن".
وانتقل الجدل سريعًا إلى الشارع ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من الخطوة، معتبرين أنها تجسّد الهوة بين الدولة وحقوق مواطنيها. وكتب أحد المنتقدين على منصة “إكس” منح الجنسية لشخص "لا تربطه بالبلاد سوى علاقة عائلية غير مباشرة" يعكس سياسة غير منصفة في التعامل مع ملف الجنسية.
ورغم الانتقادات، أكد مسؤولون لبنانيون أن منح الجنسية لإنفانتينو يندرج ضمن المبادرات البروتوكولية التي تهدف إلى تعزيز حضور لبنان على الساحة الدولية. لكن هذا التفسير لم ينجح في وقف موجة التعليقات الغاضبة، ولا سيما في ظل حساسية ملف حقوق المرأة والجنسية، الذي بات يمثل أحد أبرز القضايا الاجتماعية والقانونية في لبنان.