رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مجموعة معقّدة تنتظر فلسطين.. قراءة فنية في طريق "الفدائي" بكأس العرب 2025

بوابة الوفد الإلكترونية

تدخل فلسطين بطولة كأس العرب 2025 ضمن واحدة من المجموعات الأكثر توازناً وصعوبة في الوقت نفسه، حيث تضم قطر — المنظم وصاحب الأرض — وتونس التي تملك إرثاً عربياً وإفريقياً كبيراً، إضافة إلى المنتخب السوري الذي يعيش مرحلة تطور واضحة في السنوات الأخيرة. هذه التركيبة تفرض على الجهاز الفني الفلسطيني قراءة دقيقة لكل منافس، لأن الفوارق تبدو ضيقة رغم اختلاف أساليب اللعب بين المنتخبات الثلاثة.

قطر تمثل المحطة الأولى، وتُعد من أقوى المنتخبات العربية من حيث الاستقرار الفني والبنية التحتية، فضلاً عن أن اللعب على أرضها يمنحها أفضلية إضافية. أسلوب العنابي يعتمد على التنظيم الدفاعي العالي والتمركز الجيد وبناء الهجمة عبر تدوير الكرة بذكاء. أمام هذا النموذج على فلسطين أن تتحلى بالهدوء وأن تتجنب فقدان الكرة في مناطقها، لأن القطريين يجيدون استغلال الهفوات الصغيرة وتحويلها إلى فرص حقيقية.

تونس، بدورها، تمثل المدرسة الواقعية في كرة القدم. أياً كان المدرب، يبقى أسلوب “نسور قرطاج” ثابتاً: ضغط، التزام تكتيكي، والاعتماد على القوة البدنية والخبرة. مواجهة تونس تحتاج إلى لاعبين قادرين على الفوز في الالتحامات الفردية وعلى استغلال المساحات في المرتدات، وهو ما يناسب طبيعة لاعبين فلسطينيين يتميزون بالسرعة والتحول السريع من الدفاع للهجوم.

أما سوريا، فهي منتخب متجدد يعتمد على مجموعة شابة مدعومة بعناصر خبرة قادرة على صنع الفارق. قوته تكمن في الحماس والتنظيم وقدرته على خلق نسق هجومي سريع. مباراة مثل هذه عادة تكون مفتوحة على احتمالات كثيرة، لأن كلا الفريقين يمتلكان طموحاً كبيراً في تجاوز الدور الأول.

أهمية هذه المجموعة تكمن في أنها تمنح فلسطين الفرصة لإثبات نضجها الكروي أمام مدارس مختلفة: المدرسة الخليجية المنظمة، المدرسة المغاربية التكتيكية، والمدرسة الشامية التي تمزج الحماس بالقوة البدنية. 

هذا التنوع يجعل البطولة اختباراً حقيقياً لقدرة “الفدائي” على التعامل مع سيناريوهات متنوعة.

ورغم صعوبة الطريق، فإن المنتخب الفلسطيني يملك ما يكفي من الأدوات لتقديم بطولة محترمة. فالتجارب الأخيرة أظهرت أنه فريق أصبح أكثر صلابة وانضباطاً، وأنه قادر على مواجهة منتخبات أعلى منه في التصنيف. وطالما حافظ اللاعبون على تركيزهم ولم يقعوا في الأخطاء غير المبررة، فإن آفاق العبور تبقى مفتوحة رغم كل التحديات.