نجاح مفاجئ لفيلم فوريوسا على الإنترنت رغم فشله في شباك التذاكر
شهد فيلم فوريوسا ملحمة ماد ماكس عودة لافتة إلى دائرة الاهتمام بعد أن تزايدت شعبيته على منصة نتفليكس، رغم أدائه الضعيف في شباك التذاكر عند طرحه عام 2024.
وبرز الفيلم من جديد بعد أن احتل موقعًا متقدمًا ضمن قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على المنصة عالميًا، وفقًا لبيانات فليكس باترول، وذلك بالتزامن مع النجاح المتواصل لفيلم ذا جورج على +Apple TV الذي أعاد تسليط الضوء على بطلة العمل أنيا تايلور-جوي.
استمرار ارتفاع تقييماته النقدية
حصل الفيلم على تقييم عالٍ بلغ 90 في المائة على موقع روتن توميتوز، وحظي بإشادة كبيرة من النقاد الذين اعتبروا أنه قدم إضافة قوية لعالم ماد ماكس رغم اختلافه الواضح عن «طريق الغضب». وأشاد المراجعون بجرأة المخرج جورج ميلر وبقراءته العاطفية الجديدة لقصة فوريوسا، مؤكدين أن الفيلم عمّق الخلفية الدرامية للشخصية الشهيرة ووسع مساحة عالم السلسلة بصريًا وسرديًا.
تعثر الإيرادات في شباك التذاكر
حقق الفيلم رغم ذلك أداء مخيبًا في السينما، إذ توقفت إيراداته العالمية عند نحو 175 مليون دولار فقط، مقابل ميزانية إنتاج تجاوزت 168 مليون دولار.
وبدأت المقارنات تتسع بينه وبين إخفاقات أخرى مثل «لايت يير» و«سولو: قصة من حرب النجوم»، وهي أعمال لاقت تقييمات مقبولة لكنها لم تنجح تجاريًا. وعزت تحليلات سينمائية هذا التعثر إلى ظروف السوق، وتراجع الحضور الجماهيري بعد جائحة كورونا، وإرث «طريق الغضب» الذي وضع سقفًا مرتفعًا للتوقعات.
عودة بفضل جمهور المنصات
أعاد جمهور المنصات الرقمية تقييم الفيلم بهدوء بعيدًا عن ضجيج دور العرض، ما منحه فرصة جديدة للانتشار.
وبرزت أعمال ميلر السابقة دائمًا على خدمات المشاهدة المنزلية، وهو ما تكرر مع «فوريوسا». وبدأ المشاهدون يتعاملون مع الفيلم كعمل مستقل يقدم رؤية مختلفة عن «طريق الغضب» بدل النظر إليه كبديل كان مطلوبًا منه تحقيق نجاح مماثل.
مستقبل السلسلة بين الغموض والفرص
استمر الحديث في الأوساط الفنية حول مستقبل سلسلة ماد ماكس، خاصة بعد أن علقت شركة الإنتاج العمل على المشاريع المقبلة.
وأظهر نجاح «فوريوسا» المتأخر أن تأثير الأعمال الفنية قد يتجاوز شباك التذاكر، وأن الجمهور الرقمي قد يعيد إحياء أفلام توقفت مسيرتها مبكرًا. ويبدو أن الشعبية المفاجئة تمنح السلسلة فرصة جديدة للعودة، حتى وإن كان ذلك عبر طرق تختلف عن الطرح التقليدي في السينما.