رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الإفتاء: التحرش الجنسي بالأطفال جريمة تهدد الطفولة والقيم الإنسانية

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت دار الإفتاء المصرية أن التحرش الجنسي بالأطفال يُعد من أكبر الكبائر، وأشنع الأفعال التي تنأى عنها الفطر السوية، وانتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية في المجتمع، فهو قتل للطفولة وانتهاك للبراءة. ووصفت الدار هذا الفعل بالغدر والخيانة، نظرًا لعدم وعي الأطفال وإدراكهم بما يقع عليهم، ولأن مرتكبيه ينحدرون من ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة

 

التحذير الشرعي والعقوبة

أوضحت دار الإفتاء أن هذا الفعل من الفواحش التي يبغضها الله عز وجل، وورد بشأنها وعيد شديد في الشرع، مستشهدة بأحاديث نبوية تؤكد بُغض الله للفاحش والمتفحش، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء»، و«إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ». وشددت على أن أولي الأمر يجب أن يتصدوا لهذه الجريمة بكل حزم وحسم، وأن يُحاسبوا كل من يلوث المجتمع بهذا الفعل المشين.

 

اهتمام الشريعة بالطفل منذ الولادة

نبهت دار الإفتاء إلى أن الإسلام اهتم بالطفل منذ ولادته، وجعل له حقوقًا وواجبات لحمايته والمحافظة عليه. فالتحرش بالأطفال يُعد من الأفعال القبيحة التي تهدم براءتهم وتشوه طفولتهم، ويخرج عن الفطرة السليمة، ويقترفها من فقد الرحمة في قلبه وانعدم ضميره.

 

دور الأسرة والمؤسسات في الوقاية

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أهمية تكاتف الأسرة والمؤسسات التربوية والمجتمعية لحماية الأطفال من التحرش والاعتداءات الأخلاقية، موضحًا أن الأطفال أمانة في أعناق الكبار، وحمايتهم واجب ديني ووطني وإنساني لا يقبل التهاون.

وأشار المركز إلى أن آثار التحرش تمتد لتترك أضرارًا نفسية وجسدية عميقة قد ترافق الطفل مدى حياته، داعيًا أولياء الأمور للانتباه لهذه القضية الخطيرة، والبدء بالوقاية من البيت عبر غرس الثقة والأمان في نفوس الأبناء، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية، وتعليمهم خصوصيات أجسادهم وحقهم في حمايتها.

 

متابعة السلوكيات والانتباه للبيئة الرقمية

وشدد المركز على متابعة سلوكيات الأطفال وتغيراتهم المزاجية، والانتباه إلى تعاملهم في البيئة المدرسية والمنصات الرقمية والألعاب الإلكترونية، لتجنب تسلل الأفكار المشبوهة والسلوكيات المرفوضة. كما وجه رسالة للأمهات بضرورة الإنصات إلى أبنائهن بصبر واحتواء، دون تخويف أو توبيخ، والتوجه الفوري للجهات المختصة عند ثبوت أي انتهاك.

 

دور المعلمين والمؤسسات التعليمية

أكد المركز أن دور المعلمين والمعلمات لا يقل أهمية عن الأسرة، داعيًا لجعل المؤسسات التعليمية بيئة آمنة للأطفال، وتعزيز التواصل الفعال مع أولياء الأمور، وتدريب الكوادر التعليمية على التعامل مع حالات الاشتباه أو الإفصاح عن تعرض الطفل للاعتداء، والتبليغ عنها بالطرق القانونية السليمة.

وشدد على أن العدالة الناجزة والعقوبة الرادعة تمثل أسرع الوسائل لردع مرتكبي هذه الجرائم ومنع تكرارها، خصوصًا إذا تعلق الأمر بانتهاك حرمة الطفولة وتشويه فطرتها النقية.

حماية الأطفال من التحرش ليست مجرد نداء عابر، بل هي مسيرة أخلاقية متواصلة، ومسؤولية مشتركة تتطلب يقظة دائمة وتعاونًا حقيقيًا بين الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والدولة، لضمان بيئة آمنة ينشأ فيها الأطفال بثقة وكرامة ووعي بحقوقهم وحقوق الآخرين.