رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

الكونجرس يفرج عن ملفات «إبستين»..وضربة سياسية للرئيس الأمريكى وحلفائه

بوابة الوفد الإلكترونية

وافق الكونجرس الأمريكى على مشروع قانون تاريخى يوجه وزارة العدل بالافراج الكامل عن جميع الملفات المتعلقة بتحقيقاتها فى قضية جيفرى إبستين المدان بجرائم جنسية وهى خطوة جاءت عبر تصويت شبه إجماعى بقلب المشهد السياسى بعد شهور من محاولات قادها الجمهوريون وبدعم مباشر من الرئيس ترامب لعرقلة الإجراء.

فى مجلس النواب جاء التصويت كاسحًا بواقع 427 صوتا مقابل صوت واحد فقط ما شكل ضربة سياسية نادرة لترامب وحلفائه داخل الحزب الجمهورى. وبعد ساعات تحرك زعيم الاقلية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر بسرعة لتمرير مشروع القانون بالموافقة بالإجماع دون اعتراض من اى سيناتور جمهورى ما مهد الطريق لوصوله الى مكتب ترمب لتوقيعه. ورغم ان ترامب كان قد بذل جهودا لإفشال المشروع إلا أنه تراجع عندما تبين له أن تمريره أصبح حتميا وأعلن عن أنه سيوقعه.

كان النائب الجمهورى كلاى هيغينز هو الصوت الوحيد المعارض داخل مجلس النواب بينما اتجه بقية الأعضاء من الحزبين الى دعم المشروع بعد حملة ضغط كثيفة قادها ديمقراطيون وعدد من الجمهوريين المنشقين الذين قرروا تجاوز قيادة الحزب وإجبار المجلس على طرح المشروع للتصويت وهو ما كشف عن اتساع الشرخ داخل ائتلاف ترامب السياسى.

حاول قادة الحزب الجمهورى التقليل من أهمية الخطوة ووصفوها بأنها مجرد مناورة سياسية يقودها الديمقراطيون بهدف إحراج الرئيس. ورغم إقرار ترامب العلنى بأنه سيوقع مشروع القانون أثار مؤيدوه تساؤلات حول ما اذا كانت وزارة العدل ستنفذ توجيهات الكونجرس فعلا وتفرج عن الملفات ام ستواصل تعليقها تحت ذريعة التحقيقات المستمرة.

رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذى وقف صباح يوم التصويت أمام لوحة تعرض خمس نقاط قال إنها تمثل مخاطر الإجراء أوضح انه كان يعارض المشروع طوال الوقت لكنه اضطر لدعمه بسبب رد الفعل السياسى المتوقع لو صوّت ضده وقال إنه لا يريد ان يظهر بمظهر من يرفض الشفافية. هذا الموقف تكرر ايضا فى مجلس الشيوخ، حيث إن تمرير شومر السريع للمشروع أجبر الجمهوريين على الاختيار بين تبنى الإجراء أو إظهار معارضة علنية مباشرة للشفافية وهو ما تجنبوه بالكامل.

النائب الجمهورى توماس ماسى الذى شارك فى رعاية مشروع القانون قاد حملة الضغط داخل الكونجرس واعتبر أن التصويت جاء متأخرا، مؤكدًا أن الامر لا يتعلق بصراع سلطات بقدر ما هو إعادة توازن بين الشعب والسلطة التنفيذية.كما واصل مؤيدو المشروع الضغط على ترامب للافراج عن الملفات فورا مؤكدين أنه كان بإمكانه القيام بذلك بقرار منفرد دون الحاجة الى قانون جديد.

وظهرت مارجورى تايلور غرين التى تصاعد خلافها مع ترامب بسبب هذه القضية الى جانب عدد من ضحايا إبستين خارج مبنى الكابيتول وقالت إن الاختبار الحقيقى سيظهر لاحقا عندما يتبين ما اذا كانت وزارة العدل ستفرج فعلا عن الملفات أم ستواصل التمسك بها. وبينما شكرت ترامب على إعلان دعمه للقانون عبرت عن شكوكها فى دوافعه السياسية.

ضحايا إبستين الذين حضروا الى الكونجرس خاطبوا ترامب مباشرة حيث قالت هالى روبسون التى التقت إبستين عندما كانت فى السادسة عشرة وتعرضت للاستغلال ثم جندها لجرائم الاتجار إنها تشك فى أجندته رغم شكرها له على موقفه الجديد. ساهم حضور الضحايا فى زيادة الضغط العام على المشرعين وكشف حجم الغضب الشعبى من التستر الطويل على ملفات القضية.

ورغم محاولات الجمهوريين طوال الشهر الماضى منع وصول العريضة الخاصة بفرض التصويت الى الحد الادنى المطلوب من التوقيعات وهو 218 إلا أن الضغط المتصاعد من داخله وخارجه أفشل تلك الاستراتيجية. ترامب تدخل بنفسه للضغط على ثلاثة نواب جمهوريين وقعوا على العريضة وطالب البيت الأبيض مسئولى الادارة بتحذيرهم من ان دعمهم سيعتبر عملا عدائيا تجاه الرئيس، لكن هذه الخطوات جاءت بنتائج معاكسة ودفعت النواب الثلاثة الى التمسك بمواقفهم.

وأظهرت القضية إلى أى مدى اصبح عمق الانقسام داخل الحزب الجمهورى مرتبطا بمواقف ترامب المتقلبة والضغوط الشعبية المتزايدة. كما كشفت عن أن غضب القاعدة الشعبوية من المؤسسات كان عاملًا أساسيًا فى دفع معركة نشر الملفات الى مرحلة الانفجار السياسى.