رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

قضية ورأى

عندما يتحدث رئيس الجمهورية، يجب أن ننصت.
وعندما يتحدث الرئيس عن الانتخابات البرلمانية وما شابها من «أحداث»، لا يجب أن ننصت فقط، وإنما يجب أن ندقق طويلا.
الرئيس السيسى، ليس هو الرئيس عبدالناصر، الذى حل الأحزاب بعد أزمة مارس 1954، ثم ضم الجميع فى حشد واحد هو هيئة التحرير ثم الاتحاد الاشتراكى، وقضى على الرأى الآخر.
والرئيس السيسى ليس هو الرئيس السادات، الذى أوجد التعددية عبر المنابر الحزبية، وأعاد الأحزاب، ثم لم يتحمل عودة حزب الوفد، واتهم الباشوات بأنهم كانوا توابع للسراى والإنجليز، وأجرى انتخابات 1979 وأسقط فيها كل من رفض كامب ديفيد.
والرئيس السيسى ليس هو الرئيس مبارك، الذى أجريت فى عهده 7 انتخابات برلمانية، اتسمت غالبيتها بتزوير أحيانا تقليدى وهادئ عبر تبديل الصناديق تصويت الموتى، وأحيانا اقتسام المقاعد مع الإخوان إلى أن جاءت انتخابات 2010 القاصمة.
كان الرئيس مبارك عنيدا، لدرجة أن تقارير محكمة النقض التى تؤكد تزوير الانتخابات، كانت كلها لا تنفذ، وتوضع فى الأدراج، مع رفع شعار «المجلس سيد قراره».
وهذا الشعار كان يعنى الفصل بين السلطتين القضائية والتشريعية، لكنه فى الحقيقة كان إعلاء للسلطة التشريعية فوق السلطة القضائية وليس فصلا.
أذكر أن جميع السياسيين كانوا يتذكرون بأسى انتخابات 1976 التى أجراها ممدوح سالم، باعتبارها أنزه انتخابات فى عقود ما بعد ثورة يوليو.
وكان الجميع يتمنى تحقيق الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات، وهو ما حدث فى انتخابات 2000 و 2005.
وبالفعل تم الإشراف القضائى الكامل، على المرحلة الأخيرة من الانتخابات أى مرحلة الاقتراع، وهو ما يحدث حاليا، دون مرحلتى إعداد جداول الناخبين، وتوفير مساحة متساوية من فرص التحرك فى الشارع، والدعاية، والتوكيلات والمناديب، وإبعاد أجهزة الدولة السطحية والأجهزة العميقة.
كان الحزب الوطنى يحتشد مع أجهزة الأمن، والمحليات، والعمد ومشايخ البلاد، لإنجاح مرشح الحزب الوطنى، بجانب وجود إشراف منقوص فى دوائر بعينها، من هيئة النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة، وهما كانتا وقتها هيئتان غير قضائيتان.
الآن.. الوضع تغير، أو بمعنى أدق علينا أن ننتهز كل فرصة للبناء والتغيير للأفضل.
فالرئيس السيسى، لا يعاند شعبه، وإنما يساعده فى البناء.
ولا أعتقد، أن كلمات الرئيس السيسى، أمس، هى لامتصاص غضب الشارع، فالشارع مقسم بين مثقفين يخططون ويرسمون لوحات فنية رائعة عن الحكم الرشيد والسلطة، وبين رجال سياسة وثروات يبحثون عن كل طريق لزيادة نفوذهم وثرواتهم، وآخرين يفضلون الجلوس والمشاهدة، وفريق رابع يبحث عن لقمة العيش بأى وسيلة.
ألقى الرئيس، بالكرة فى ملعب الهيئة الوطنية للانتخابات، وقال : «وصلتنى الأحداث التى وقعت فى بعض الدوائر الانتخابية التى جرت فيها منافسة بين المرشحين الفرديين، وهذه الأحداث تخضع فى فحصها والفصل فيها للهيئة الوطنية للإنتخابات دون غيرها، وهى هيئة مستقلة فى أعمالها وفقا لقانون إنشائها».
وطلب الرئيس من الهيئة الموقرة التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التى تُرضى الله -سبحانه وتعالى- وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية،
لقد ألقى الرئيس بالكرة فى ملعب الهيئة الوطنية للانتخابات، معلنا استقلاليتها الكاملة ومحملا إياها أمانة الحفاظ على إرادة الناخبين.
هناك تدخلات.. نعم
هناك تجاوزات.. نعم
لكن ليست هناك رغبة فى إعلاء السلطة التنفيذية أو التشريعية فوق السلطة القضائية.
الآن حان دور الهيئة، وحان دور الناخبين فى الرصد والتوثيق للمخالفات وكشفها.. فالقضاء حاضر بقوة، والرئيس لا يدعم المخالفات.
لقد حان دور البناء.