رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى الصميم

في السنوات الأخيرة ظهر تغيير واضح في طريقة تعامل الدولة مع الشباب. التغيير لم يبدأ بقرار مكتوب أو خطة جاهزة، بل بدأ ببساطة من الاستماع. جلس الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام مئات الشباب في مؤتمرات مفتوحة، وترك لهم المجال ليقولوا ما يفكرون فيه دون خوف أو مجاملة.
هذا المشهد، رغم بساطته، كان نقطة البداية في رحلة تمكين حقيقية لم تشهدها مصر منذ زمن طويل.
قبل تلك اللحظة، كان الشباب غالباً خارج دائرة التأثير، يتابعون الأحداث من بعيد، ويتمنون أن يكون لهم دور، لكنهم لا يجدون الباب المفتوح.
ومع عقد مؤتمرات الشباب، تغير المشهد:
بدأت الدولة ترى أن المواطن الشاب ليس مجرد متلقي للقرارات، بل شريك في صناعتها.
وبدأ الشباب يشعرون أن صوتهم مسموع، وأن رأيهم يمكن أن يتحول إلى خطوة على أرض الواقع.
من هذا المناخ خرجت الأكاديمية الوطنية للتدريب، وتنسيقية شباب الأحزاب السياسية والسياسيين، و اللتان تعدان بوابة عبور لجيل جديد إلى مواقع المسؤولية. هنا لا يعتمد النجاح على الواسطة أو العلاقات، بل على القدرة والجدية والالتزام. 
شباب في العشرينيات والثلاثينيات أصبحوا اليوم نواب محافظين، ومتحدثين رسميين، ومساعدين في وزارات مختلفة.
ليس لأن الدولة أرادت تغيير المشهد فقط، بل لأنها رأت أن المستقبل يحتاج لدماء جديدة تفكر بطريقة أسرع، وتتعامل مع العصر بأساليبه الحديثة.
ولم يقف التمكين عند الوظائف، بل امتد إلى الوعي، فمنتدى شباب العالم لم يكن مجرد تجمع دولي، بل نافذة فتحت عيون الشباب على قضايا لم يكونوا يلمسونها مباشرة: التكنولوجيا، المناخ، الاقتصاد الرقمى، والتواصل الدولى.
هذه المعرفة هي جزء من التمكين، لأنها تمنح الشاب القدرة على فهم العالم، وليس فقط فهم مشكلاته المحلية.
ومع ذلك، فإن الطريق ما زال طويلاً،
التمكين السياسي يحتاج مساحة أكبر لتغير الأحزاب فكرها القديم وتدفع بالشباب الى الصفوف الأمامية، وتمكينهم في المجالس النيابية باعتبار أن تلك الفئة عانت التهميش لسنوات طوال.
والتمكين الاقتصادي يتطلب فرصاً أوسع للمشروعات الصغيرة وإزالة العقبات أمامها.
لكن ما تم حتى الآن يشير إلى أن الدولة وضعت حجر الأساس لجيل مختلف، يفكر بثقة ويتحرك بمسئولية.
إن تجربة تمكين الشباب في عهد السيسي ليست مجرد برنامج حكومي، بل تحول ثقافي يعيد تعريف العلاقة بين الدولة ومواطنيها الأصغر سناً.
وإذا استمر البناء على هذا الأساس، فربما نرى خلال سنوات قليلة وجوهاً جديدة تقود ملفات كبيرة، وتشارك في صناعة مستقبل مصر بروح أكثر حيوية ووضوحاً.
[email protected]