كبارى المشاة.. فوضى وعذاب
فى ظل الفوضى فى المحليات والتى أصبحت تشهدها معظم الأحياء خاصة بمحافظة الجيزة، دائماً ما كانت كبارى المشاة تسبب صداعاً مزمناً للمواطنين لأنها للأسف بمجرد سماع كوبرى المشاة يرتبط بأذهانهم نظراً لعدة عوامل منها سوء الخدمات بها أو أنها أصبحت وكراً للمتسولين والباعة الجائلين فى ظل غياب الرقابة عليها وعدم وجود كاميرات مراقبة أو إضاءة داخلها مع تعطل مصاعدها الكهربائية فى حالة وجودها ما يجعلها مصدر قلق كبيرا. وفى هذه السطور التالية نستكشف بعض النماذج على أرض الواقع بعدة مناطق مختلفة بمحافظة الجيزة.
حيث بمنطقة أرض اللواء ببولاق الدكرور، يعانى سكان منطقة أرض اللواء من تعطل المصعد الكهربائى لكوبرى المشاة الرئيسى بالشارع وهو يخدم الآلاف من المواطنين يومياً ما يشكل أزمة فى الذهاب والعودة لأهالى المنطقة والتى تشتهر بكثافتها السكانية الكبيرة، وقال مصطفى حماد صاحب محل لأجهزة المحمول بالمنطقة، إنه يسكن بالقرب من المنطقة ويوميا يصعد السلم للمشاة وإنه دائماً السلم الكهربائى معطل وعندما يتم تشغيله لا يستغرق عمله سوى أيام ويعطل مرة أخرى وسط إهمال تام من المسئولين، وأكثر شىء هو الصعوبة على كبار السن وذوى الهمم فى الصعود والنزول على سلم المشاة لأنه مرتفع جداً وطلوعه أمر صعب على معظم المواطنين.
والأمر أيضاً يمتد لدى الشوارع الراقية وعلى رأسها شارع أحمد عرابى بالمهندسين أحد أكبر الشوارع بالجيزة مشكلة تشكل هاجسا لدى الكثيرين وهى أن سلالم المشاة ليس بها سلم كهربائى وهى مرتفعة وصعبة على كبار السن فى ظل عدم وجود استجابة من مسئولى الحى، من أجل تشغيل تركيب مصاعد كهربائية، ويبلغ عرض الطريق فى الاتجاهين حوالى 6 حارات أو مصاعد وهناك شكاوى عديدة من أهالى المنطقة بسبب ارتفاع وصعوبة الصعود إلى الكوبرى، وقال محمد على صاحب محل عصائر بالمنطقة، إن هناك مشاكل يومية بسبب المرور من أسفل الطريق لأن كوبرى المشاة صعب ومرتفع للغاية خاصة كبار السن وهناك أكثر من حادثة كل فترة بسبب عبور الطريق لأن معظم المواطنين يرفضون صعود الكوبرى لأنه مرتفع وهناك البعض لا يقدر على الصعود ومنهم كبار السن رغم أن الكبارى حديثة ولكن لا يوجد بها سلالم كهربائية وبالتالى يمر معظم الناس على الطريق السريع ما يعرض حياتهم للخطر، وقمنا بمناشدة الحى أكثر من مرة بتوفير مصعد كهربائى لسلالم المشاة ولكن لم تحدث استجابة.
وفى منطقة شارع السودان بمحطة الجراج تم تركيب كوبرى مشاة لعبور الطريق بسبب وجود طريق سكك حديد أسفله ما كان يعرض المواطنين للخطر يومياً وكان هناك عدة حوادث قبل ذلك، ويخدم أهالى منطقة إمبابة وشارع السودان وبشتيل وهو الطريق الرابط بين شارع السودان وهذه المناطق، ويمر عليه الآلاف يومياً ورغم أن تصميم الكوبرى للمشاة تم بشكل جيد مقارنة بالآخرين وهو حديث العهد لم يتخطى إنشاؤه 4 سنوات ولكن المصعد الخاص به والذى تم تركيبه حديثاً بعد معاناة الأهالى لا يعمل ودائماً متعطل ما يجعل صعود كبار السن أمراً شاقاً وصعوده يسبب معاناة كبيرة لكبار السن وذوى الهمم، ولكنه يصل ارتفاعه إلى 4 أدوار، كما أنه فى فترة قصيرة أصبح يمتلئ بالباعة الجائلين، والمتسولين ويشغلون الطريق فى ظل تجاهل تام من حى شمال الجيزة واعضاء مجلس النواب بمنطقة امبابة، ومؤخراً تم تركيب مصعد كهربائى بعد عدة شكاوى للمواطنين ولكن هنا كانت المفاجأة أن المصعد أغلب الأوقات لا يعمل ولا يوجد موظف أو عامل لتشغيله وصيانته ويعانى الأهالى من ذلك ويقول حسن عمار صاحب سوبر ماركت بجوار الكوبرى، إن هناك معاناة فى الصعود إلى السلم والنزول منه ويمتلئ بالكثير من الباعة الجائلين والمتسولين ولا يوجد إشغالات لتنظيفه أو إخلاء هؤلاء وايضاً يومياً يعانى كبار السن من صعوده خاصة أن المصعد الكهربائى لا يعمل إلا فى أوقات نادرة ويحتاج إلى صيانة رغم أنه تم تركيبه مؤخراً.
وأوضح اللواء أحمد هشام الخبير المرورى، أنه إن كان لابد من عبور الطريق يجب أن يكون هناك مسافة 60 متراً بينك وبين أقرب سيارة بحيث يستطيع قائد السيارة أن يتفادى الصدام وأن يكون المرور عبر طريق لا يتخطى عدده 4 حارات وإذا كان أكثر من ذلك لا تعبر الطريق، ويجب عدم عبور الطريق فى فترات الليل حتى فى حالة عدم التأكد من وجود سيارات لأن بعض السيارات القديمة والنقل لا تشغل الإضاءة ويجب المرور أسفل أعمدة الإنارة وبمحاذاتها حتى يكون هناك إنارة للطريق ترى من خلالها السيارات ولكن يفضل عدم العبور ليلاً نهائياً والصعود إلى سلم المشاة.
وأضاف الخبير المرورى، أن عبور المشاة للطريق يشكل خطورة كبيرة على حياة المواطنين ولذلك استجابت الدولة لمشاكلهم وقامت بإنشاء العديد من كبارى المشاة فى مناطق حيوية ومهمة خاصة على الطرق السريعة مثل طريق السويس الصحراوى، ولكن المشكلة تكمن في أنها كبارى قديمة ومتهالكة والتى تكون بدون سلالم كهربائية ومصاعد، وتواجه مشكلات كبيرة فى تشغيلها ولذلك يترك المواطنون الكبارى ويمرون أسفل الطريق ما يهدد حياتهم، وأيضاً تصبح مصدر قلق وإزعاج لكبار السن وذوى الهمم لعدم تكمنهم من الصعود فيضطرون للعبور الشارع وإيقاف الحركة المرورية والطريق وهناك بعض السائقين يكونون فى سرعة زائدة لأنهم لا يتوقعون عبور المشاة للطريق وهنا تكون الحوادث
الخطرة.

