رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

صفقة بمليار دولار.. جوجل تزود سيري بمحرك جيميني

بوابة الوفد الإلكترونية

تستعد شركة آبل لاستخدام نسخة مخصصة من نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» التابع لجوجل لتشغيل الجيل الجديد من مساعدها الذكي «سيري»، المتوقع طرحه رسميًا في عام 2026. 

وفقًا لتقرير حديث نشرته وكالة «بلومبرج»، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن اتفاق تقني ضخم قد تصل قيمته إلى مليار دولار سنويًا، مما يجعلها واحدة من أبرز الشراكات في عالم الذكاء الاصطناعي التجاري حتى الآن.

 ذكاء هجين بين آبل وجوجل

بحسب التقرير، ستستمر آبل في الاعتماد على بعض نماذجها الخاصة المطوّرة داخليًا، لكنها ستستخدم أيضًا نسخة مخصصة من نموذج «جيميني» الذي يعمل عبر خوادم الحوسبة السحابية لجوجل، بهدف تعزيز قدرات سيري في مجالات التخطيط والتلخيص وتنفيذ المهام المعقدة.
ويُتوقع أن تتيح هذه التقنية لسيري القدرة على تحليل البيانات وفهم سياق الأوامر المعقدة بطريقة أكثر دقة وسلاسة، مثل تنظيم الرحلات أو تلخيص المحادثات أو إدارة التطبيقات بالنيابة عن المستخدم، وهي الخطوة التي تعتبرها آبل جوهر تطوير مساعدها الصوتي الجديد.

تُشير التقديرات إلى أن آبل ستدفع لجوجل نحو مليار دولار سنويًا مقابل استخدام «جيميني»، وهو مبلغ يبدو كبيرًا لكنه يمثل نسبة ضئيلة من العوائد التي تحققها جوجل من شراكتها مع آبل، إذ تدفع الأخيرة عشرات المليارات سنويًا لجعل محرك بحث جوجل الخيار الافتراضي على أجهزتها.
يرى خبراء التكنولوجيا أن هذه الصفقة تعكس تحوّلًا واضحًا في فلسفة آبل، التي كانت تفضل تطوير كل تقنياتها داخليًا، لكنها باتت أكثر انفتاحًا على التعاون مع الشركات المنافسة لتسريع تطوير منتجاتها المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

يُتوقع أن تعتمد النسخة الجديدة من سيري على جيميني في «المهام المعرفية» التي تتطلب تحليل بيانات معقدة أو اتخاذ قرارات متسلسلة، بينما ستستمر النماذج المحلية لآبل في إدارة الأوامر البسيطة مثل تشغيل التطبيقات أو ضبط الإعدادات.
وتشير «بلومبرج» إلى أن آبل طلبت من جوجل تطوير نسخة خاصة من جيميني قادرة على العمل بشكل آمن وسلس على خوادم آبل، مع ضمان أعلى مستويات الخصوصية والأمان، وهي نقطة حساسة دائمًا في فلسفة الشركة الأمريكية.

يأتي هذا التعاون في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تنافسًا محمومًا بين كبرى الشركات، حيث تعمل مايكروسوفت على دمج قدرات «OpenAI» في نظام ويندوز ومنتجاتها المكتبية، بينما تراهن أمازون على تعزيز مساعدها «أليكسا» عبر نماذج توليدية متقدمة.
أما آبل، التي اتسمت دائمًا بالتحفظ في طرح تقنيات الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت أخيرًا بالتحرك بقوة عبر مبادرتها الجديدة «Apple Intelligence» التي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة التشغيل والتطبيقات بشكل متكامل وآمن.

رغم اعتمادها الحالي على جوجل، تخطط آبل لإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها يعمل على خوادمها الخاصة ويضم نحو تريليون معلمة، وهو ما يُتوقع أن يكون جاهزًا للاستخدام التجاري في عام 2026.
ويبدو أن آبل ترى في هذا التعاون المؤقت خطوة انتقالية نحو بناء منظومتها المستقلة من الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما فعلت في السابق مع شرائحها الخاصة «Apple Silicon» بعد سنوات من الاعتماد على معالجات إنتل.

من الواضح أن سيري الجديدة ستكون مختلفة جذريًا عن نسخها السابقة، إذ ستتحول من مجرد مساعد صوتي إلى نظام ذكي قادر على فهم السياق، وتنفيذ الأوامر المعقدة، والتفاعل الطبيعي مع المستخدم.
وإذا نجحت آبل في تحقيق التوازن بين أداء «جيميني» وقوة نظامها الداخلي، فقد تكون سيري 2026 نقطة تحول تعيد رسم ملامح المنافسة في سوق المساعدات الذكية عالميًا، وتضع آبل في موقع أقوى ضمن سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يزداد سخونة يومًا بعد يوم.