تعرف على فيديو.. حوار الوفد عن هل هناك تعارض بين العلاج بالقرأن و الطب النفسي
هل هناك تعارض بين الطب الرقية الشرعية والطب النفسي سؤال يسأل فيه الكثير من الناس فأجاب الدكتور اسماء طه استشاري الطب الصحة النفسية فى حوارها مع الوفد وقالت أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم على نبيّه محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-؛ ليكون كتاب هدايةٍ ورشادٍ، ومنهجٍ يسير عليه المسلمون في حياتهم كلّها، وقد أودع الله -تعالى- في القرآن الكريم أسرارًا وحكمًا، يعظم قدرها، وكثر نفعها للناس في شؤونهم المختلفة، وجعل الله -تعالى- في تلاوة القرآن الكريم راحةً وسكينةً، وشفاءً لما قد يصيب المسلم من ضيقٍ وحَزن، وإشارات ترشد إلى علاج ذلك يقول ابن القيم: "فَمَا مِنْ مَرَضٍ مِنْ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ إِلَّا وَفِي الْقُرْآنِ سَبِيلُ الدِّلَالَةِ عَلَى دَوَائِهِ وَسَبَبِهِ، وَالْحَمِيَّةِ مِنْهُ لِمَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ فَهْمًا فِي كِتَابِهِ والبعد عن الدجالين والمشعوذين والنصابين والعلاج يكون قراءة الرقية الشرعية الصحيحة".
وجّه القرآن الكريم في بعض آياته الكريمة إلى علاج وتخفيف آثار بعض الاضطرابات النفسيّة التي قد تصيب المسلم، كاليأس والإحباط، وبيان التوجيه القرآني لهذه الاضطرابات في الآتي.
وعلاج اليأس حثّ الإسلام المسلم على مدافعة اليأس؛ وذلك ببثّ روح الأمل بالله -تعالى- والتوكّل عليه، واليقين بخير ما عنده، فقال تعالى: (وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ)، ونهى القرآن الكريم عن القنوط من رحمة الله؛ لأنّ رحمة الله -تعالى أوسع وأشمل، كما جاء في قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
قد يشعر المسلم بالإحباط عند عدم تحقّق ما يرتجيه ويسعى له من الخير، وربّما أقعده ذلك عن العمل والسعي، فجاء القرآن الكريم ليحثّ المسلم على التخلّص بالإحباط؛ بتذكيره بأنّه مطالبٌ بالسعي والعمل فقط، وأنّ الله -تعالى- سيجازيه على هذا السعي وإن لم يُرتّب نتيجته؛ قال تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى).
كما حثّ القرآن الكريم المسلم بأن يسلّم أمره كلّه لله -تعالى-؛ لما في التسليم لله -تعالى- من طمأنينة تريح النفس، وتدفع عنها القلق والهم، قال تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).