عبد المنعم سعيد: إسرائيل تستغل مناخ 7 أكتوبر لتصفية الحسابات مع الدفاع المتقدم الإيراني في لبنان
حلل الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، المشهد اللبناني الإسرائيلي، لا سيما بعدما شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا عنيفًا جدًا في الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الضربات المكثفة على لبنان تستغل المناخ السياسي والأمني الذي خلقه هجوم 7 أكتوبر، لتصفية حسابات مع القوى الإقليمية التي تعتبرها إسرائيل معادية.
وقال "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، إن المشهد اللبناني الإسرائيلي يتمثل في ضوء عدة عوامل رئيسية، أولها استغلال مناخ 7 أكتوبر، حيث نجح اليمين الإسرائيلي واليمين الديني المتطرف في استغلال هجوم 7 أكتوبر لخلق شعور عام بضرورة تصفية كل الأعداء والميليشيات الإقليمية، فضلا عن الدعم الغربي غير المسبوق، والتعاطف والمسانده القوية التي حصلت عليها إسرائيل من الولايات المتحدة والدول الغربية مثل إرسال ألمانيا لحاملات طائرات أو دعم عسكري منحها الضوء الأخضر للمواجهة، علاوة على مواجهة الدفاع المتقدم الإيراني، حيث ترى إسرائيل أن حزب الله، شأنه شأن ميليشيات الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن وحماس في غزة، هو جزء من استراتيجية الدفاع المتقدم الإيرانية الهادفة لخلق قوى موالية في محيطها الجغرافي.
وكشف عن أن أحد الأهداف الرئيسية للتصعيد الحالي هو الضغط على الدولة والحكومة اللبنانية للسيطرة على الأوضاع الأمنية على أراضيها، معقبًا: "الضرب الحالي هو ضغط على الحكومة اللبنانية لكي تسيطر على القوات المسلحة الموجودة على أراضيها، والتي كانت نشيطة جدًا في إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل أثناء حرب غزة"، موضحًا أنه كان هناك اتفاق سابق بعد مقتل قيادات لحزب الله على ضرورة تحقيق هدفين، انسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني، وتسليم حزب الله سلاحه للجيش اللبناني، لتصبح الدولة هي المشرفة الوحيدة على الأمن.
ولفت إلى أن رفض هذه الميليشيات تسليم سلاحها للدولة يمثل تحديًا كبيرًا، تستغله إسرائيل لتبرير ضرباتها، بحجة أن هذه تنظيمات غير خاضعة للدولة ومعترف بها دوليًا كجماعات إرهابية، موضحًا أن أزمة النزوح واستراتيجية الردع لأول مرة، اضطر ما يقدر بـ 80,000 إسرائيلي للنزوح من شمال إسرائيل إلى الوسط بسبب صواريخ حزب الله، وهو ما تعتبره إسرائيل سابقة خطيرة يجب ردعها عسكريًا.
وأكد أن وجود كيانات مسلحة غير تابعة للسلطة المركزية يهز فكرة الدولة الوطنية، كون مبدأ الدولة يرتكز على أنها السلطة الوحيدة التي تحتكر الاستخدام الشرعي للسلاح والمحاكم والسجون. وعليه، فإن أي طرف يقرر نيابة عن الدولة قرارات الحرب والسلام يخلق حالة مواجهة مفتوحة تستغلها أطراف كإسرائيل لشن هجمات استباقية بحجة "سأضرب الناس قبل أن يضربوني".







