رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

إمام المسجد النبوي يوضح.. أعظم سبيل للنجاة من عذاب القبر

الدكتور عبدالمحسن
الدكتور عبدالمحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي

 في خطبة مؤثرة من فوق منبر المسجد النبوي الشريف، اليوم الجمعة، أوصى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم – إمام وخطيب المسجد النبوي – المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، ومراقبته في كل حال، مؤكدًا أن التقوى هي زاد المؤمن في الدنيا، ونجاته في الآخرة، وأنها طريق الطمأنينة والرضا في الحياة.

 

الإسلام إيمانٌ وعمل:

 افتتح فضيلته خطبته بتذكير المسلمين بأن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالتمسك بدينه الحنيف، وأخذ الإسلام بجميع عراه وشرائعه، وعدم التفريط في أي من أوامره أو نواهيه، مؤكدًا أن الإسلام لا يقوم إلا على إيمانٍ صادقٍ وعقيدةٍ راسخةٍ تُترجم إلى عملٍ صالحٍ وسلوكٍ مستقيم.

 وقال فضيلته: “إن من أركان الإيمان الستة الإيمان باليوم الآخر، وما يتبعه من مشاهد الغيب التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، بدءًا من لحظة الموت وفتنة القبر إلى البعث والنشور”.

 

لحظة الرحيل.. أول مشاهد الآخرة:

 وشرح الشيخ القاسم مشهد الموت، كما ورد في الأحاديث الصحيحة، مبينًا أن أول مراحل الانتقال من الدنيا إلى الآخرة هي حضور الأجل، حيث تتنزل ملائكة الرحمة إلى المؤمن بوجوه بيضاء كأنها الشمس، ومعهم كفن من أكفان الجنة وطيب من طيبها، فيجلسون بمدّ البصر، ثم يأتي ملك الموت فيقول: "أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان"، فتخرج روحه بسهولة كما تسيل القطرة من فم السقاء.

 أما الكافر – والعياذ بالله – فتنزل إليه ملائكة سود الوجوه، ومعهم المسوح، وهو اللباس الخشن، فيجلسون منه مدّ البصر، ثم يأتي ملك الموت ويقول: "أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب"، فتتفرق روحه في جسده، وينتزعها كما يُنتزع السفود من الصوف المبلول، في مشهدٍ تتقشعر له الأبدان.

 

القبر.. أول منازل الآخرة:

 وبيّن فضيلته أن العبد بعد خروج روحه ينتقل إلى حياةٍ أخرى أطول من حياته في الدنيا، وهي حياة البرزخ، بين الدنيا وقيام الساعة، مشيرًا إلى أن القبر هو أول منازل الآخرة، فإن صلح أوله صلح ما بعده، وإن فسد فسد ما بعده.

 وقال الشيخ القاسم: “إذا وُضع الميت في قبره وولى عنه أهله سمع قرع نعالهم، ثم يُفتن في قبره بسؤالٍ عظيم، حيث يأتيه ملكان فيجلسانه ويسألانه: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟”.

وأوضح أن المؤمن الموفَّق يقول بثبات:“ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم”،
 فيقال له: “انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة”، فيراهما معًا.

 أما الكافر أو المنافق فيقول مترددًا: “لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس”، فيقال له: “لا دَرَيت ولا تَليت”، ثم يُضرب بمطرقةٍ من حديد ضربةً يسمعها كل من حوله إلا الإنس والجن، كما ورد في الحديث المتفق عليه.

 

النجاة من عذاب القبر:

 وأكد فضيلة الإمام أن هذه الأمة تُبتلى في قبورها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من عذاب القبر في كل صلاة، مشيرًا إلى أن توحيد الله تعالى هو أعظم سبيلٍ للنجاة من هذا العذاب، وأن العمل الصالح هو الرفيق الدائم في القبور، يأنس به صاحبه في وحدته وظلمته.

 وقال فضيلته في ختام خطبته:“العاقل من تزود من الصالحات قبل الرحيل، فالموت قادم لا محالة، ووعد الله حق، والأجل قريب، والحياة وإن طالت فمصيرها إلى القبر”.

 وختم داعيًا المسلمين إلى الإكثار من ذكر الله والعمل بما يُرضيه، والاستعداد ليوم الرحيل، مؤكدًا أن الفوز الحقيقي هو النجاة من العذاب ودخول الجنة بفضل الله ورحمته.