رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

Sora يحطم المليون تحميل في 5 أيام ويشعل الجدل حول حقوق النشر والمحتوى المسيء

Sora
Sora

أصبح تطبيق Sora من شركة OpenAI متاحًا رسميًا لمستخدمي نظام أندرويد عبر متجر جوجل بلاي، بعد فترة من الإطلاق المحدود، التطبيق الذي يتيح تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو واقعية عبر الذكاء الاصطناعي حصد أكثر من مليون عملية تنزيل خلال أقل من خمسة أيام، في مؤشر واضح على الإقبال الكبير من المستخدمين على أدوات توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي.

ورغم أن إصدار التطبيق على نظام iOS لا يزال محصورًا في أسواق محددة ويتطلب دعوة خاصة للوصول إليه، إلا أن الحماس العالمي تجاه Sora لم يتوقف، فالمبدعون وصناع المحتوى في مختلف الدول بدأوا بتجربة قدراته الفريدة التي تمكّنهم من إنتاج مقاطع فيديو احترافية بمجرد كتابة نصوص بسيطة، دون الحاجة إلى معدات تصوير أو برامج مونتاج معقدة.

لكن النجاح المذهل لم يمنع التطبيق من مواجهة موجة من الانتقادات خلال أيام قليلة من إطلاقه، فقد تداول مستخدمون على الإنترنت مقاطع فيديو مسيئة تم توليدها باستخدام Sora، تضمنت محتوى غير لائق يتناول شخصيات تاريخية بارزة مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، مما أثار جدلاً واسعًا حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى البصري.

كما واجهت OpenAI انتقادات رسمية من الحكومة اليابانية، التي أعربت عن قلقها من استخدام Sora في إعادة إنتاج مشاهد مستوحاة من المانغا والأنمي الياباني الشهير دون الحصول على تراخيص حقوق النشر.

 وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض المستخدمين أنشأوا مقاطع فيديو تستنسخ شخصيات وأعمالًا معروفة من عوالم الرسوم المتحركة اليابانية، ما اعتبرته الجهات الرسمية انتهاكًا مباشرًا لحقوق الملكية الفكرية.

القضايا المتعلقة بحقوق النشر ليست جديدة على OpenAI، لكنها ازدادت حدة بعد إطلاق Sora. فقد أعلنت شركة Cameo – المعروفة بخدماتها التي تسمح للمشاهير ببيع مقاطع فيديو مخصصة لمعجبيهم – عن رفع دعوى قضائية ضد OpenAI بتهمة انتهاك حقوق النشر واستخدام أسماء وصور شخصيات واقعية دون إذن مسبق.

والمفارقة أن OpenAI كشفت في اليوم التالي مباشرة عن ميزة جديدة داخل Sora تحمل اسم "Cameo"، تسمح بإضافة كيانات وشخصيات واقعية إلى مقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي. وهو ما اعتبره مراقبون خطوة استفزازية أو على الأقل توقيتًا مثيرًا للجدل، خصوصًا أن القضية القانونية بين الشركتين لا تزال في بدايتها.

من جانب آخر، تشير مصادر مقربة من OpenAI إلى أن الشركة تخطط لتحويل ميزة Cameo إلى أداة مدفوعة تتيح ترخيص استخدام صور وأصوات الشخصيات العامة والمشهورة داخل مقاطع الفيديو المنتجة بتقنية Sora، وبذلك، تسعى الشركة إلى فتح باب جديد للإيرادات عبر نموذج ترخيص قانوني يحمي حقوق أصحاب الصور ويمنح المستخدمين القدرة على إنتاج محتوى أكثر واقعية وتفاعلاً.

ويرى خبراء التقنية أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في صناعة المحتوى، حيث ستصبح مقاطع الفيديو التي يتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي مزيجًا من الإبداع البشري والمحتوى المرخص قانونيًا، إلا أن البعض حذر من أن هذه التقنيات قد تتحول إلى سلاح خطير إذا لم تخضع لضوابط صارمة تمنع إساءة الاستخدام أو التلاعب بالمحتوى الإعلامي.

نجاح تطبيق Sora خلال أيامه الأولى يؤكد أن العالم متعطش لأدوات تسهّل إنتاج الفيديوهات الاحترافية دون عناء، لكن هذا النجاح يرافقه تحديات أخلاقية وقانونية معقدة، فبينما يعتبر التطبيق خطوة رائدة في تطور الذكاء الاصطناعي المرئي، إلا أن استخدامه غير المنضبط قد يفتح الباب أمام انتهاكات خطيرة تتعلق بالهوية والملكية الفكرية وتشويه السمعة.

ومع تزايد الجدل حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الصور والفيديوهات، يبدو أن OpenAI أمام اختبار حقيقي. فإما أن تثبت أن Sora أداة تمكّن المبدعين بشكل مسؤول، أو أن تتحول إلى نموذج جديد من الجدل المستمر حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

وفي كل الأحوال، يبدو أن Sora لن يكون مجرد تطبيق عابر، بل علامة فارقة في مسار تطور المحتوى المرئي، حيث تلتقي فيه قوة التقنية مع مسؤولية الإبداع في عصر لم يعد فيه التمييز بين الواقع والذكاء الاصطناعي مهمة سهلة.