السوبر المصري في الإمارات.. اختبار جديد لصورة الكرة المصرية خارجيًا
تترقب الجماهير المصرية والعربية انطلاق بطولة كأس السوبر المصري غد الخميس في العاصمة الإماراتية، حيث لا تمثل النسخة الحالية مجرد بطولة محلية صغيرة أو بطولة قصيرة المدى فقط، بل باتت نافذة لاستعراض صورة الكرة المصرية أمام العالم العربي والقارة بالكامل، بعد سنوات من النقاش حول جودة الدوري، ومستوى اللاعبين، وصراع الأهلي والزمالك، وصعود بيراميدز كلاعب جديد في مشهد المنافسة.
البطولة التي ستقام بين 6 و9 نوفمبر بمشاركة الأهلي والزمالك وبيراميدز وسيراميكا، تأتي في فترة حساسة داخل كرة القدم المصرية، حيث تتعرض الأندية الثلاثة الكبرى لضغوط إعلامية وجماهيرية ضخمة، وسط تقييم شامل لقدرات المدربين، وقراءة مستقبل الموسم قبل انطلاق المسابقات المحلية القوية، خاصة الدوري المصري وبطولة إفريقيا.
وتأتي إقامة السوبر خارج مصر رسالة مباشرة أن كرة القدم المصرية يجب أن تكون جزءا من الحضور العربي في الملاعب الخليجية، وأن الإدارة الحديثة للبطولات من الممكن أن تتحول إلى عنصر تسويق أساسي، وليس مجرد بطولة جماهيرية داخل حدود القاهرة.
الأهلي يدخل البطولة عبر بوابة التاريخ، بعد 15 لقباً في مسابقة السوبر، ويستعد للظهور بصورة بطل لا يبحث فقط عن التتويج، وإنما تثبيت سيطرته عربياً أيضاً.
بينما الزمالك يدخل بطموح أكبر لأن لقب السوبر تحديداً بات إحدى المحطات التي يحتاج النادي لتعويض جماهيره من خلالها مع كل بداية موسم، خاصة أن جماهير الزمالك انتظرت كثيراً موسم عودة قوي.
على الجهة الأخرى، بيراميدز يدخل البطولة وهو يدرك أن الجميع يراقبه في البطولات القصيرة التي تحتاج إلى تركيز أعلى من المواسم الطويلة، فإهدار أي فرصة أو خطأ فني بسيط سيكون كافياً لإقصائه مبكراً. بينما سيراميكا قد يكون مفاجأة البطولة، بلا ضغوط وبلا حسابات الماضي.
وتسعى إدارة اتحاد الكرة إلى تقديم صورة احترافية عبر لائحة صارمة للعقوبات والغرامات ومنح جوائز مالية كبيرة تصل إلى 300 ألف دولار للبطل، و200 ألف دولار للوصيف، و50 ألف دولار مشاركة لكل فريق، في إشارة واضحة أن البطولة ليست شكلية بل لديها قيمة استثمارية تسويقية واقعية.
النسخة الحالية تعتبر “اختبار صورة” للكرة المصرية أمام الإعلام، والجمهور العربي، ومنصات التواصل التي أصبحت تحاكم نتائج وقوة المنافسة في دقائق معدودة. ولهذا تأتي البطولة بقدر أكبر من الحساسية والتقييم.
وفي حال قدمت الأندية المصرية بطولة قوية ومستوى فني متقدم، فإن الصورة ستتغير بشكل كبير لصالح الكرة المصرية، خاصة أن جمهور الخليج لم يعد يتابع الدوريات الأوروبية فقط.