رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

لازم أتكلم

أيام وينطلق مارثون انتخابات مجلس النواب بالنظام المختلط (القائمة المغلقة والفردى)، وهو نظام عجيب لا يتوافق تماما مع رغبة المواطن المصرى ولا موروثه الانتخابى، إذ يعزز من خطر المال السياسى ويجعله توأما للسلطة التنفيذية، فتنعدم الرقابة الشعبية، ويصبح كل شىء مهيأ ومباحا أمام كل أنواع الفساد.

أيام.. ويصبح المجتمع المصرى مطالبا بانتخاب واختيار 568 نائبا يمثلونه تحت القبة، نصفهم بالقائمة والآخر بالنظانم الفردى، موزعين على 4 دوائر انتخابية كبيرة للقائمة تضم كل دائرة 40 مقعدا، ودائرتان تضمان 102 مقعد. ومنح الدستور رئيس الجمهورية حق تعيين بما لا يزيد على 5% من عدد المقاعد ليصبح الإجمالى 596 مقعدا.

أيام ويمارس كل منا حقه الدستورى فى اختيار أفضل من يمثله ويدافع عن حقوقه ومطالبه وينقل مشاكل الوطن بلا رتوش أو تجميل لصاحب القرار. ولكى تكون هذه الممارسة سليمة يجب أن تكون عن وعى ونضج، غير خاضعة لإغراءات المال والكراتين والوعود الزائفة.

أيام.. ونكون أمام مسئولية كبيرة وواجب دينى ووطنى، يسهم فى تشكيل برلمان يصنع مستقبل بلادنا، ولذا؛ فمن الواجب علينا الآن وفى ضوء ما أفرزته انتخابات مجلس الشيوخ وما أتت به القوائم من وجوه لا تمثلنا ولا تعبر عن إرادتنا، أن نبدأ أولى خطوات التغيير والإصلاح السياسى بانفسنا ومن خلال أصواتنا التى هى أقوى من صوت أى وزير أو حتى رئيس حكومة.

إن الذى يستحق صوتى هو كل نائب محترم يضع نصب عينيه على مصلحة الوطن، وتتوفر فيه الكفاءة والخبرة والاستقلالية والشفافية والنزاهة وطهارة اليد، ويدرك جيدا دوره الحقيقى تحت القبة فى تشريع يحمى حقوق المجتمع ويدعم استقراره ويحافظ على مكتسباته.

ولن أعطى صوتى للذى اختفى عن وجهى بعد أن اغتصب المقعد بالمال، ويعود فقط الآن يستجدى ويتقرب ببجاحة، أو يشترى المقعد بثلاثين وخمسين مليون جنيه، ولن أعطى صوتى لمن هبط على دائرتي وموطنى الانتخابى بالبارشوت، ولا للانتهازى منافق الحكومة، الكذاب المخادع والمنقوع فى آنية الفساد العلنى والمستتر.

وقد يسأل كثيرون كيف نختار، ونحن لا نعرف فى الواقع معظم المرشحين الذين فرضهم هذا النظام الانتخابى السيئ؟ ولهؤلاء أقول اذهب إلى مؤتمراته وندواته ولقاءاته وتعرف عليه وعلى أفراد حملته عن قرب، فإن وجدت فيه وفيهم ضالتك، وشعرت بصدقه ورغبته فعلا فى خدمتك وحماية مصالحك، فلا تتردد وامنحه ثقتك، واخرج معه وادعمه، لأن مثل هذا النوع هو الجدير بصوتك، ومن خلالك تتوفر له فرصة رسم القوانين التى تخدم الفقراء والمحتاجين والبسطاء والكادحين، وتدافع عن الحريات وحقوق الإنسان، وعن كل ما يتعلق بتعليم أولادك وصحتك وصحتهم، حاضرا ومستقبلا.

اختر صاحب الضمير الحى والعلم، والقدرة على التواصل معك، والحضور بجوارك فى أى وقت، ولا تنخدع فى أصحاب الشعارات ولا تخشَ أصحاب الوجوه الكالحة التى سئمناها، ادعم الذى يعرف الفرق بين الميزانية والموازنة، والاقتصاد الكلى والجزئى، والنظام الراسمالى والاشتراكى، ومن يمتلك لغة السياسة والكياسة، وفهم القانون والأدوات الرقابية البرلمانية.

احذر الفاسدين، ومن يحاولون شراء الأصوات بنظام (أحلفك) وبظرف الخمسمائة جنيه، ولا تستجب لمعدومى المبادئ والمترجلين من حزب لآخر، وإياك والفلول الذين يحاولون العودة مجددا وبشتى الطرق.

عزيزى وأخى المواطن.. القرار بيدك أنت، انزل وشارك وقل لا لمن لا يشبهك ولا تتوفر فيه معاييرك، ولا تحرم من له القدرة على خدمتك فعلا من صوتك، وركز جدا مع أصحاب العلم والمعرفة والخبرة، ومع كل شاب طموح يريد وبصدق خدمة الوطن.. المهم انزل واكشف وعرِّ المختفين خلف ملايين قوائم الخراب السياسى.

 

[email protected]