تهديد مسلح لعمدة روما بعد هدم منازل مخالفة للقانون

شهدت العاصمة الإيطالية روما حادثة أثارت جدلاً واسعاً، بعدما وجّه رجل من أصول سِنتيّة تهديداً مباشراً إلى عمدة المدينة، روبرتو غوالتييري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عقب تنفيذ قرار هدم منزلين بُنيا بطريقة غير قانونية في منطقة روكا تشينشيا شرق العاصمة.

ونشر الرجل، ويدعى سيلفيو هيليك، صورة له وهو يحمل بندقية، مرفقاً إياها برسالة تهديد قال فيها:

> "هذا لك، يا عمدة، ولك ولعائلتك. كما هدمتَ منزلنا، سأهدم منزلك. الزمن بيننا. الدولة لا تخيفني".

وجاء التهديد تعليقاً على منشور لجارة له تحدثت فيه عن عملية الهدم التي نُفذت قبل ثلاثة أيام.

غوالتييري: لن نتراجع أمام المافيا

وردّ غوالتييري على التهديد مؤكداً أن مثل هذه الأفعال لن تثنيه عن مواصلة جهود مكافحة المافيا واستعادة الأراضي العامة من أيدي العصابات الإجرامية، قائلاً:

> "أشكر كل من عبّر عن تضامنه. سنواصل، بالتعاون مع المحافظة والشرطة، العمل لجعل روما مدينة أكثر عدلاً وأمناً".

تحرك أمني فوري

وعقب انتشار التهديد، نفّذت قوات الأمن الإيطالية عملية مشتركة في منطقة فالي مارتيلّا، حيث لجأت العائلات التي أُخليت من المنازل المهدمة. كما باشرت السلطات تحقيقاً لتحديد هوية الشخص الذي يدير الحساب الذي نُشر منه التهديد.

تضامن رسمي وسياسي واسع

أثار الحادث موجة تضامن واسعة من مختلف القوى السياسية في البلاد.
فقد وصفت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني التهديد بأنه "عمل غير مقبول ضد شخص ومؤسسة تمثل الدولة"، مؤكدة ضرورة الرد عليه بحزم.

وأعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أنطونيو تاجاني عن تضامنه الكامل مع العمدة، قائلاً إن "مثل هذه التهديدات لا مكان لها في دولة القانون".

كما شدد وزير النقل ماتيو سالفيني على موقف مماثل، قائلاً عبر حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي:

> "لا تسامح مع التهديدات أو العنف. كل الدعم لغوالتييري".

في السياق ذاته، أدان رئيس مجلس النواب لورينزو فونتانا الواقعة، مؤكداً أن "العنف يجب أن يُواجه بأقصى درجات الحزم".

أما إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديمقراطي، فقالت:

> "روبرتو، لست وحدك. الحزب كله يقف إلى جانبك ويدعم جهودك الشجاعة".

كما عبّر رئيس إقليم لاتسيو فرانشيسكو روكّا ورئيسة لجنة مكافحة المافيا البرلمانية كيارا كولوزيمو عن إدانتهما الشديدة للتهديد، مؤكدين أن "الدولة ستنتصر في مواجهة الجريمة".

وأكد نيكولا فرانكو، رئيس بلدية المنطقة السادسة في روما، أن هذا الحادث "يكشف مدى تغوّل هذه العصابات في المنطقة لسنوات، وقد آن الأوان لوضع حد لذلك".

كذلك، أصدرت حركة خمس نجوم وحزب إخوة إيطاليا بيانات تضامن مماثلة، شددتا فيها على أن "القانون فوق الجميع، ولا مكان للخوف في سبيل حماية المصلحة العامة".