أوبر تطلق سيارات الأجرة الذاتية في سان فرانسيسكو عام 2026
أعلنت شركة أوبر عن استعدادها لإطلاق خدمتها المنتظرة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة رسميًا في منطقة خليج سان فرانسيسكو خلال عام 2026، بالتعاون مع شركتي لوسيد موتورز، المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية الفاخرة، ونورو، الرائدة في تقنيات القيادة الذاتية.
يأتي الإعلان استكمالًا لخطة طموحة كشفت عنها أوبر في يوليو الماضي، تتضمن نشر أكثر من 20 ألف سيارة كهربائية من طراز لوسيد تعمل بالكامل بنظام القيادة الذاتية من نورو. وتشمل الشراكة استثمارات مباشرة من أوبر في الشركتين، ما يعكس رهان الشركة الكبير على مستقبل النقل المستقل.
ومن المقرر أن توفر أوبر من خلال هذه الخدمة رحلات عبر سيارات لوسيد جرافيتي الرياضية متعددة الاستخدامات، والمجهزة بنظام القيادة الذاتية "نورو درايفر" من المستوى الرابع، وهو مستوى متقدم يسمح للمركبة بالتحكم الكامل في القيادة دون الحاجة إلى تدخل بشري في معظم الظروف. وستُتاح الخدمة حصريًا عبر تطبيق أوبر، في تجربة تهدف إلى تغيير مفهوم النقل الحضري في واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا وتقدمًا تقنيًا في الولايات المتحدة.
وأكدت أوبر في بيانها أن الشركاء الثلاثة يعملون حاليًا على بناء "أسطول اختبار هندسي" يضم أكثر من 100 سيارة أجرة آلية، لإجراء اختبارات شاملة على الطرق العامة والمسارات المغلقة قبل الإطلاق الرسمي. وتهدف هذه الاختبارات إلى ضمان أعلى معايير الأمان، حيث ستقود شركة نورو تطوير دراسة حالة سلامة شاملة تغطي عشرات الفئات من السيناريوهات الواقعية، باستخدام عمليات المحاكاة الرقمية والاختبارات الميدانية الدقيقة.
وأوضح البيان أن الخدمة الجديدة ستكون مملوكة بالكامل لشركة أوبر وتُشغّلها مباشرة، ما يمنحها تحكمًا كاملًا في التشغيل والتوسع المستقبلي.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لاستراتيجية أوبر التي تتجه نحو مستقبل يعتمد على القيادة الذاتية منذ أن باعت فريقها الداخلي لتطوير برمجيات القيادة الذاتية عام 2020. فبعد تلك الخطوة، سعت الشركة إلى بناء شبكة من الشراكات مع أبرز الشركات العاملة في هذا المجال للحفاظ على موقعها الريادي في قطاع النقل الذكي.
وفي عام 2025، دخلت أوبر في شراكات مماثلة مع شركة وايمو في مدينتي أوستن وأتلانتا لتشغيل سيارات الأجرة ذاتية القيادة، كما أعلنت عن تعاون مع شركة مومينتا في أوروبا، وأطلقت مشروعًا تجريبيًا مع فولكس فاجن لتقديم شاحنات ID.Buzz الكهربائية ذاتية القيادة. وتُعد الشراكة مع لوسيد ونورو واحدة من أكبر مشاريع أوبر الاستثمارية في هذا المجال حتى الآن.
وقال ساشين كانسال، رئيس قسم المنتجات في أوبر، في تصريحات صحفية إن منطقة خليج سان فرانسيسكو تُعد المكان الأمثل لإطلاق الجيل الجديد من سيارات الأجرة الذاتية، نظرًا لتاريخها العريق في احتضان التكنولوجيا التحويلية. وأضاف: "من الطبيعي أن يبدأ برنامج أوبر الجديد في مهد الابتكار. من خلال الجمع بين خبرة لوسيد في السيارات الكهربائية ونظام القيادة الذاتية المتطور من نورو، سنقدم تجربة نقل آمنة، ذكية، وقابلة للتوسع في منطقة الخليج وخارجها".
ويرى محللون أن هذا المشروع يمثل مرحلة حاسمة في مسيرة أوبر للتحول إلى شركة تكنولوجية متكاملة في قطاع النقل، إذ تسعى للاستفادة من التقدم في الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية لتقليل تكاليف التشغيل وتحسين الكفاءة البيئية. كما يُتوقع أن يُسهم إطلاق سيارات الأجرة الذاتية في تعزيز مكانة أوبر كمنافس رئيسي في سباق القيادة الذاتية العالمي، الذي يشهد منافسة محتدمة بين شركات مثل تسلا، وايمو، وكروز.
وفي الوقت ذاته، تثير هذه الخطوة نقاشات واسعة حول مستقبل السائقين العاملين في المنصات الرقمية، إذ يخشى البعض أن يؤدي التوسع في المركبات الذاتية إلى تقليص فرص العمل في هذا القطاع. ومع ذلك، تؤكد أوبر أن إدخال هذه التقنية لن يُلغي الدور البشري بالكامل، بل سيفتح الباب أمام وظائف جديدة في مجالات الصيانة، والتحكم عن بُعد، وإدارة الأساطيل الذكية.
بهذا الإعلان، تُعيد أوبر رسم ملامح مستقبل النقل الحضري، حيث تتحول سيارات الأجرة من وسيلة تقليدية إلى تجربة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والكهرباء والاستدامة، في خطوة تمهد لثورة جديدة على طرق العالم خلال العقد المقبل.