تأهل الجزائر والمغرب وتونس يفتح صفحة جديدة في تاريخ المونديال
لأول مرة في تاريخ كأس العالم، سيتوحّد حضور المغرب العربي بثلاث رايات عربية في نسخة واحدة من المونديال، بعدما حجزت منتخبات الجزائر والمغرب وتونس مقاعدها رسميًا في نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
حدث تاريخي يعيد رسم خريطة الكرة العربية والإفريقية، ويؤكد صعود المدرسة المغاربية إلى مصاف القوى الكروية الكبرى في القارة.
يُعد هذا التأهل الجماعي الأول من نوعه، رغم أن المنتخبات الثلاثة كانت حاضرة في مشاهد مختلفة من تاريخ البطولة. فالمغرب وتونس تقاسما الحضور في أكثر من مناسبة، أبرزها نسخ 1998 في فرنسا، و2018 في روسيا، و2022 في قطر، بينما التقت الجزائر والمغرب سابقًا في مونديال 1986 بالمكسيك، قبل أن تتفرق المسارات وتغيب اللقاءات المشتركة عن نسخ المونديال المتعاقبة.
اليوم، وبعد نحو أربعة عقود من المشاركة المشتركة الأخيرة، تعود الجزائر لترافق شقيقيها إلى الساحة العالمية، في مشهد يُوصف بأنه تاريخي من حيث التمثيل العربي والمغاربي.
المنتخب الجزائري الذي يشارك للمرة الخامسة في تاريخه، بعد غياب عن نسخة قطر، استعاد عافيته الكروية في التصفيات، بفضل جيل جديد يقوده عدد من المحترفين في أوروبا مثل إسماعيل بن ناصر، رامي بن سبعيني، وآدم وناس، مدعومًا بخبرة رياض محرز.
أما المنتخب المغربي، فيدخل المونديال المقبل بطموحات كبيرة بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022، حين أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.
وتمثل هذه المشاركة السابعة في تاريخه، فرصة لتأكيد مكانته كقوة كروية حقيقية قادرة على مقارعة الكبار، خاصة مع استقرار الجهاز الفني ووجود أسماء وازنة في الدوريات الأوروبية.
في المقابل، يواصل المنتخب التونسي حضوره المستمر في المواعيد العالمية، إذ يخوض سابع مشاركة له منذ ظهوره الأول في مونديال الأرجنتين 1978، حين حقق أول فوز عربي في تاريخ البطولة على حساب المكسيك (3-1).
ويعوّل “نسور قرطاج” على مزيج من الخبرة والشباب للحفاظ على الصورة الإيجابية التي قدّمها في مشاركاته الأخيرة.