رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مُسن السويس.. الإفتاء: التعدي على الكبير مخالفة لرسول الله

بوابة الوفد الإلكترونية

في مشهدٍ صادمٍ أثار استياء الرأي العام، ظهر مقطع فيديو يُوثّق لحظة اعتداء أحد الأشخاص على رجلٍ مسنّ داخل مسكنه بمحافظة السويس، حيث أقدم المعتدي على صفعه بالقلم وسط مشادة كلامية، ومنعه من دخول شقته.


التعدي على الكبير مخالفة لرسول الله

عقب الحادث، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام حثّ على توقير الكبير واحترامه، وعدَّ ذلك من مظاهر الإيمان وسمات المجتمعات المتحضرة.


واستشهدت الدار بقول النبي ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا»
لتؤكد أن التعدي على الكبير أو إهانته يُعد مخالفة صريحة لهدي النبي الكريم وسلوكًا مرفوضًا شرعًا وإنسانيًا.

 

كما جاء في حديث آخر: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم»
أي أن احترام الكبير من تعظيم شعائر الله، لما في ذلك من اعترافٍ بفضله وتجربته في الحياة، وتقديرٍ لرحلة عمرٍ أفناها في العمل والعطاء.

 

رسالة وعي ومسؤولية مجتمعية

وأكدت دار الإفتاء أن احترام الكبير لا يقتصر على اللسان أو المظهر، بل هو التزام عملي وسلوك يومي يظهر في طريقة التعامل، ومراعاة ظروفهم الصحية والنفسية، وتقديم المساعدة لهم عند الحاجة، والتحدث معهم بلطفٍ وتقدير.


كما شددت على أن من واجب المجتمع والدولة حماية كبار السن من أي شكلٍ من أشكال الإيذاء، سواء الجسدي أو اللفظي أو النفسي، لأن الكرامة لا تُجزأ، والإنسان لا يفقد حقه في الاحترام بتقدّم العمر.

 

حادث السويس

 

وبعد الحادث، قامت وزارة الدخلية بتحديد هوية المُسن، وهو أب يبلغ من العمر 64 عام، وبسؤاله، أوضح المسن أنه تعرّض للاعتداء بالضرب والمنع من دخول مسكنه على يد تاجر ملابس وشقيقه، وذلك بسبب رغبتهما في طرده هو وأسرته من الشقة التي يستأجرونها من والدهما.

وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما أقرا بارتكابهما الواقعة كما ورد في التحقيقات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

كما كشفت أسرة المسن أن والدهم يعاني من أمراض مزمنة ويخضع لجلسات غسيل كلوي بانتظام، مؤكدة أن ما حدث لم يكن مجرد لحظة انفعال أو خلاف عابر، بل اعتداء مؤلم على كرامة إنسان مريض وكبير في السن، قبل أن يكون أذًى جسديًا.
 

في الختام، الإسلام لم يجعل توقير الكبير اختيارًا، بل واجبًا، فالرحمة لا تُقاس بكثرة العبادات، بل بحسن التعامل، كما قال النبي ﷺ: «الراحمون يرحمهم الرحمن».