ترامب يدرس توجيه ضربة عسكرية لفنزويلا بحجة مكافحة المخدرات
تسود أجواء من التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا، بعد أن كشفت مصادر أميركية لشبكة CNN أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدرس تنفيذ عمليات عسكرية تستهدف منشآت إنتاج الكوكايين ومسارات تهريب المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية، في خطوة وُصفت بأنها قد تُشعل مواجهة جديدة في أميركا اللاتينية.
ووفقاً لما نقلته الشبكة، فإن ترامب لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، إلا أن مؤشرات ميدانية توحي باحتمال تصعيد كبير، حيث أمر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث بنقل مجموعة حاملة الطائرات "جيرالد آر. فورد" — وهي الأحدث والأكبر في الأسطول الأميركي — من البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة الكاريبي، في إطار ما وصفه البنتاغون بـ"تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية" في المنطقة.
كما أشار مسؤولون إلى أن ترامب فوض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، في إطار حملة أوسع لمكافحة ما وصفه بـ"الناركوتيروريسمو" أو الإرهاب المرتبط بالمخدرات.
الجدير بالذكر أن البيت الأبيض لم يستبعد في الوقت ذاته الخيار الدبلوماسي، إذ أكدت مصادر في الإدارة الأميركية أن الرئيس لا يزال منفتحاً على التفاوض مع حكومة كاراكاس "في حال أظهرت استعداداً للتعاون في وقف تهريب المخدرات نحو الأراضي الأميركية".
علماً بأن تحركات البحرية الأميركية هذه تأتي في ظل تعزيز غير مسبوق للوجود العسكري الأميركي في البحر الكاريبي، حيث أُرسلت أيضاً مدمرة نووية وغواصة هجومية وطائرات F-35 لدعم عمليات المراقبة والردع في المنطقة.
من جانبه، اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بـ"اختلاق حرب جديدة" تحت غطاء مكافحة المخدرات، قائلاً في تصريح لوسائل الإعلام المحلية:
> "لقد وعدوا العالم بأنهم لن يدخلوا في حروب جديدة... وها هم الآن يخترعون حرباً في الكاريبي".
وأشار مادورو إلى أن واشنطن "تسعى إلى زعزعة استقرار فنزويلا والسيطرة على مواردها النفطية"، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بـ"الاستفزازات العسكرية الأميركية في المنطقة".
ويرى مراقبون أن هذا التصعيد قد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة في نصف الكرة الغربي، خاصة مع ما تشهده المنطقة من تنافس استراتيجي متصاعد بين الولايات المتحدة وروسيا والصين على النفوذ السياسي والاقتصادي.



