نزاع بين كبار تجار النفط يهدد تجارة الخام الروسية ويكبد موسكو خسائر فادحة
يواجه قطاع النفط الروسي أزمة داخلية جديدة، بعد اندلاع خلاف حاد بين كبار المتعاملين في تجارة الخام المرتبطين بشركة “روسنفت” الحكومية، ما يُهدد بتقويض صادراتها ويزيد الضغوط على الاقتصاد الروسي المثقل بالعقوبات الغربية.
وبحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”، يدور النزاع بين رجل الأعمال المخضرم مرتضى لاخاني، وخصميه الأذريين إيتبار أيوب وطاهر غاراييف، اللذين يتبادلان الاتهامات بالسعي لكشف صلات الطرف الآخر بروسيا، بهدف دفع الغرب لفرض عقوبات إضافية عليه.
وكشفت مصادر مطلعة ووثائق اطلعت عليها “بلومبرغ” أن الصراع بين الأطراف الثلاثة، الذين يتحكمون في جزء كبير من صادرات الخام الروسي، تسبب في ارتفاع تكاليف النقل وتراجع الأسعار، مما كبد “روسنفت” والدولة الروسية مليارات الدولارات من الخسائر.
ويأتي هذا النزاع في وقت حساس بالنسبة لموسكو، إذ فرضت الولايات المتحدة مؤخراً أول حزمة عقوبات مباشرة على “روسنفت”، بينما تراجعت أسعار النفط العالمية بنحو 20% منذ بداية العام، وانخفضت أرباح الشركة بنسبة 68% في النصف الأول من 2025، مما زاد من الضغوط على الرئيس التنفيذي إيغور سيتشين والحكومة الروسية.
ووفق التقرير، فإن شركاء غاراييف وأيوب سعوا لنشر تقارير في الصحف الروسية حول تعاملات لاخاني مع “روسنفت”، ما فاقم الأزمة الداخلية. ويرى محللون أن استمرار هذا النزاع قد يعطل أسطول الناقلات الروسية الذي تعتمد عليه موسكو لتجاوز العقوبات، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لخزينة الحرب الروسية ومصادر تمويلها الرئيسية.

